القصة للكاتبة ڤيرچينيا وولف تتحدث فيها عن الصور التي نكونها عند مشاهدة أو سماع شيء ما، الصورة الأولى بحار وسيم عائد من الصين ويتعلق بذراعه زوجته في سعادة، الصورة الثانية صوت صراخ فظيع يقطع هدوء الليل ويجعل الكاتبة تتوتر فتهديء من روعها باستحضار صورة البحار وزوجته وهم سعداء أمام بيتهم الصغير، أما الصورة الثالثة فكانت لحفار قبور صادفته يحفر قبرًا ويتضح أن من مات هو البحار الوسيم.
هذه القصة جعلتني أفكر في الحياة، وفي كيف يمكن أن تتحول أسعد اللحظات إلى أتعسها في لحظات وأنه لا يمكن لأحد أن يتنبأ بما يمكن الحدوث ،وبمن يمكنه أن يموت أو متى، فهنا برغم طول انتظار الزوجة لزوجها وسفره في البحر لبلد بعيد رجع بعد طول انتظار ولم يمت، ثم التقى زوجته وكانا في قمة السعادة لدرجة يمكن أن يُحسدا عليها لكنها لم تدم فقد مرض بحمى غريبة ومات بعدها بيوم أو اثنين، وحين سألت الراوية عن صاحب القبر توقعت أن يكون للعجوز دودسون.
فهنا الغائب عاد بعد طول غياب ومخاطر ولم يمت بالغربة بل مات بوطنه! والسعادة المثالية لم تدم لأكثر من ساعات! ابتسامات وضحكات الزوجة تحولت لصراخ! والعجوز لم يمت لكن الشاب الوسيم القوي هو من مات! غريبة هي الحياة ولا يمكن توقعها أو توقع متى ستتحول السعادة القريبة إلى تعاسة بعيدة.
فماذا بيدنا أن نفعل عندما تفاجئنا الحياة وتتحول مصدر السعادة إلى مصدر تعاسة؟
التعليقات