" ألا تعلمين أن الأشباح لا وجود لها، ولكننا نشعر بها وهمًا ونخاف منها كأنها حقيقة؟؟ فهل أنت قادرة يا سيدتي على أن تطمسي الماضي في نفسي؟..... وهل أنت واثقة من قدرتك على منع يدك من العبث بالأسلحة الخطرة التي تختار ضحاياها من أطفالنا الأبرياء؟؟" القصة القصيرة شمعة على الطريق من المجموعة القصصية الضفيرة السوداء للكاتب محمد عبد الحليم عبد الله.

كان هذا جزءًا من خطاب خطه بطل هذه القصة القصيرة الحزينة ليخبر من يريد الزواج منها ما لم يقوى على قوله لها وجهًا لوجه، لتعرف لماذا يبدو على وجهه الحزن والعجز بالرغم منه أنه في الخامسة والعشرين من عمره فقط، وأن السبب في ذلك هو ما عاناه بعد طلاق والدايه وهو بعمر الخامسة، فبعدها ذهب للمكوث مع أمه عند والديها، ثم بعد أن تزوجت أخذه أباه ليعيش معه، ثم بعد أن تزوج والده وصار لديه أخوات وزوجة أب ومع توالي الأحداث، ذهب بعدها ليعيش مع جده لأبيه في مسكن صغير.

هذه القصة توضح من خلال سطورها القليلة معاناة كبيرة يعيشها الكثير من الأبناء بعد طلاق الوالدين، فمنهم من يعيش مع أحد أبويه ومنهم من يحدث معه مثلما حدث مع صاحبنا هنا، حيث تزوج كلًا من الأب والأم وكونا أسرة جديدة بأطفال جدد، وتُرك هو ليواجه الحياة بمفرده مشتتًا ما بين هنا وهناك.

يبدو تأثير معاناته واضحةً عليه وعلى نفسيته وحتى هيئته، وكذلك قراراته في البوح الحذر وفتح صدره بصعوبة، وخوفه من الزواج وأن تتكرر معه ومع أطفاله نفس المأساة، نحن هنا نقف في حيرة أمام قرار الطلاق، فربما الزوج والزوجة قد أصبحت الحياة بينهما مستحيلة، لكن في نفس الوقت هناك أطفال قد يدفعون الثمن.

ففي حالة استحالة العيش، من يختار من؟ هل يختار الوالدين النجاة بأنفسهم وبدء حياة جديدة أم يُكملا من أجل أطفالهما؟!