كتاب جسد لايشيخ وعقل يتخطى الزمن ديباك شوبرا

ليس بالضروره ان يتوافق العمر البيولوجى مع العمر الزمنى .

لي قصّة مضحكة بعض الشيء في هذا الأمر وأحب ذكرها، هو أنني كنت بفترة من الفترات أسكن فيها مع والدتي وجدتي، وحين استفقت مرة في واحدة من صباحاتنا كنت أمطط جسدي بصعوبة وكأني فعلاً عجوز وأصدر أصوات لرجل فعلاً كأنه يعاني من النهوض، عيوني بالكاد مفتوحة، أركض نحو الماء كصائم، كل شيء كان فيّ غلط، حين دخلت لجدتي بذات اللحظة رأيتها الآن استفاقت وقامت مباشرةً من السرير لتقطّع بصل وثوم لتحضير الفطور من أول 5 دقائق، فتحت التلفاز وبدأت بتقليد الفقرة الرياضية الصباحية بالتلفزيون لبرنامج صباح الخير يا عرب المشهور على ما أذكر، وبدأت تقليد معهم ولعبت رياضة! المصيبة أنني حين قارنت بين روتيني الصباحي وروتينها أدركت الفرق بالنشاط، بسبب النية الداخلية التي تعكس السلوك الخارجي، لا علاقة له الأمر بالقوة نهائي، حيث هي من مواليد 1935! أي عمرها الآن 89 سنة تقريباً! على أنّ نشاطها أعلى مني بكثير الحمدلله، وهذا يرجع بالفعل إلى أنّ هناك اختلاف كبير يمكن أن نصنعه بين العمر البيولوجي والعمر الزمني.

هنا تكون الصلابه النفسيه هى العنوان حتى نتحمل أعباء الحياه

أعتقد أن أهم عنصر في المعادلة هو قوة الصلابة النفسية وكمية مرونة في مواجهة مصاعب الحياة والتي بدورها تكون السبب المباشر في ظهور معالم الشيخوخة في وقت مبكرة، لذلك نجد من كبار السن من يتمتع بروح الشباب والرغبة في الحياة وتذوق طعم السعادة في كل ما يفعلونه، ولاحظت ذلك في حديقة الألعاب خلال مصاحبة أطفالي للعب، هناك نساء أكبر من عمري بكثير يلعبون في الزحليقة (طبعا هي كبيرة ومخصصة للكبار) ويخلقون السعادة لأنفسهم، لكنني على العكس لا أجد في نفسي جرأة أو رغبة حتى في تجربتها وربما هذه النفسية لا شك ستعجل من شيخوختي !!