في كتابه "بيت من لحم وقصص أخرى" للدكتور يوسف إدريس، تناول عدة قصص قصيرة تحتوي على معضلات أخلاقية وأسئلة تستدعي التفكير العميق، والمعضلة في هذه القصة تكمن في اكتشاف الأم حقيقة مفجعة عن ابنتها واستغلالها وخداعها لزوج الأم، وهو شيخ ضرير، في الانصياع لرغباتها، وتبقى الأم أما خيارين هل تفضح ابنتها وتواجهها بالحقيقة المرة أم تصمت وكأنها لم تعرف شيئا؟

الصمت، بالنظر له من عدة جوانب، نجد أن بعض المواقف قد يكون الاختيار الواقعي فيها هو تجنب التحدث عن المشكلة والتعامل مع التبعيات فقط، أما بتقديم حلول غير جذرية للنتائج أو الاستسلام لها وقبولها، ولكن على الجانب الآخر كلما كانت الحقيقة مؤلمة، زادت مشاعر الكره والغضب والنفور الناتجين عن الصمت وعدم المواجهة، لأن الأمر سينتهي بفجوة عميقة لا يمكن إصلاحها فيما بعد وخصوصًا لأن جميع الأطراف كانوا جزءًا منها، وأخمدوا ضميرهم وشعورهم بالذنب.

في رأيكم، هل الصمت خوف من مواجهة الحقيقة ومسؤولية عواقبها؟ وكيف كنتوا لتتصرفوا في مواقف قد تؤدي لخسائر كبيرة لا يمكن إصلاحها في حالة ظهور الحقيقة؟