عندما قرأت كتاب الأنا وآليات الدفاع لآنا فرويد وهي طبيبة نفسية شهيرة والابنة لمؤسس علم النفس سيجموند فرويد، لفتتني الآليات الدفاعية المطروحة خلال هذا الكتاب ومدى انتشارها بيننا. ومن أكثر الآليات التي انتبهت لها وقد أكون مارستها في عدة مواقف هي:
الإسقاط (Projection): وتعتمد على نقل الصفات أو المشاعر السلبية من الفرد نفسه إلى الآخرين، مما يسمح للفرد بتجنب التعامل مع جوانبه غير المرغوبة. على سبيل المثال، شخص يلوم زميله عن فشل مشروعه الشخصي بدلاً من الاعتراف بالمسؤولية الشخصية.
أحيانا قد نجد أن هذه الآليات تعلب دورًا في حفاظنا على التوازن النفسي في ظل التحديات والصدمات الحياتية. ومع ذلك، قد يؤدي الاعتماد المفرط على تلك الآليات إلى تجاهل الواقع وتعقيد التعامل مع القضايا الشخصية. يمكن أن يؤدي الإنكار إلى فقدان الشخص منا لقدرته على التعامل مع التحديات بفعالية، في حين يمكن أن يسبب الإسقاط سوء التقدير للآخرين وعدم فهم الحقائق بشكل صحيح.
بالنسبة لي بشكل خاص. لطالما وبدون وعي كنت أستخدم الإسقاط لتحرير نفسي من مختلف المشاعر السلبية، مما كان يترك لدي ولدى المحيطين بي مشاعرا سلبية كثيرة لم أكن أفهم كيفية التغلب عليها وتجاوزها وتحرير مشاعري بشكل أنضج، حتى تعلمت عن آليات الدفاع وكيف أن تلك الطريقة غير الناضجة قد تكون سببا لتفاقم المشكلات من حولي.
لذلك عند التركيز على أسباب تلك المشاعر السلبية والحفاظ على التخلص منها بشكل أكثر نضجا ( كالكتابة عنها وتفريغ تلك المشاعر أو التحدث عن ذلك الموقف الذي آذاني ولم أستطع أخذ حقي فيه مع المقربين) وجدت اهتماما أكبر بمشاكلي وتفهما لما أمر به دون أن أحتاج للتعبير عن غضبي بتلك الطريقة الغير مباشرة.
بالنسبة لكم، هل اعتمدتم سابقا عن آلية دفاعية نفسية معينة للتخفيف من القلق وتحسين صورتك الذاتية، وكيف تخلصتم منها، وما هي الطرق الصحية لمواجهة هذه الضغوطات والمشاعر السلبية بدلا من آليات الدفاع السلبية كالمذكورة بالأعلى والتي غالبا ما يترتب عليها عواقب تؤذينا؟
التعليقات