في رواية أرض النفاق ليوسف السباعي يعرض لنا مشاكل المجتمع المصري ومن أهمها مشكلة النفاق الذي أنتشر في المجتمع وبطريقة ما يجد البطل نفسه أمام شخص ما يقوم ببيع حبوب سحرية ولكل حبة صفة ما وفور أن يأخذ الفرد تلك الحبة يتمتع بتلك الصفة فمثلا حبوب الشجاعة حبوب الأمل حبوب السعادة وحبوب النفاق وغيرها وجرب بطلنا العديد من الحبوب ومما أثار دهشته أنه عندما أخذ حبوب النفاق تدرج في وظيفته وأصبحت حياته أفضل لأنه ينافق الناس، ولكني دائما أتذكر هذا الاقتباس من الرواية:
"إن الإنسان.. هو الإنسان.. غشاش.. مخادع.. كذاب منافق.. في كل أمة.. في كل جيل. لا تقولوا: رحم الله آباءنا وأجدادنا .. لأنهم كانوا خيراً منا، وأفضل خلقاً .. لا تقولوا ذلك .. فما كانوا يقلون عنا رداءة وسفالة."
دائما يستوقفني هذا الأمر حينما أتفكر في الماضي هل فعلا من سبقونا أفضل منا؟ ولكني أجد أن هنالك صعوبة في تقبل أنهم أفضل بأي شكل من الأشكال، فلو تحدثنا عن واقعنا الاقتصادي فسنرى أنهم السبب في ما نحن فيه ولو نظرنا للمجتمع وعاداته البالية والتخلف الذي فيه فسنرى أنهم السبب أيضا، ربما يكونون فعلوا كل ما يمكن أن يفعلوه وفشلوا. ولكن ما ذنبنا نحن فيما نعيشه الآن وهو نتاج لكل اختياراتهم وصمتهم وعجزهم حتى، فلو واجهنا حقيقة أنهم بالفعل لم يقوموا بدورهم بالقدر الكافي لأسطتعنا أن نتقدم ونطور ما يمكننا تطويره في بلداننا بدلا من البكاء وقول إنهم أفضل فهم بشرا فيه الصالح والطالح.
برأيكم لماذا نتحسر على الماضي؟ وهل من سبقونا كانوا أفضل منا؟ وهل لو كانت لديك الفرصة لأخذ حبة سحرية لها صفة ما فأي حبة ستختار الشجاعة أم النفاق؟
التعليقات