يرى مورغان هوسل صاحب كتاب "سيكولوجية المال"، وبأمثلة عديدة من المجتمع الأمريكي. أنه وبالإمكان أن يحقق الشخص العادي، أو الشخص ذو التعليم المتدنّي، ثروةً قد يعجز العباقرة عن جمعها!. ذلك لأنّ الشخص العادي يمكنه تحقيق الثروة بعادات مالية صحيحة وهي :

الإدخار بعيد المدى

الاستثمار قليل المخاطرة

الانفاق المدروس .

وعلى المدى البعيد سيحقق الأشخاص المتفانون في هذا، ثروة هائلة. لكن وإن أخذت شخصا عبقرياً، لكنه مسرفٌ في الإنفاق ولايضع خططاً مستقبلية للقوائم الثلاث المذكورة، فإن ذلك قد يُودي، بل ومن المؤكد أنه طريقه نحو فشلٍ ماديّ. . العقلية المالية للفرد، تشكّلها عاداته، وأهدافه، على قدر الهدف يكون الإلتزام، وعلى قدر الإلتزام يكون التسيير.

لهذا يتْبع ذو العقلية المالية السليمة منهجاً واضحاً يسير عليه، حتى ولو كان متوسط القدرات. هنا نأتي إلى السر الذي يفرّق بين العادي الثري والعبقري الفقير ! .. "العاطفة". الإنجراف خلف الرغبات والعواطف كالأدرينالين الذي يكسبنا إياه بعض الإنفاق، وكالجشع الذي تثيره فينا بعض الإستثمارات الفاشلة. وإلى هنا نجد أن النسبة العظمى من الذكاء المالي هو نفسي، في حين أن القليل من منه فقط يؤول إلى تلك المخططات المالية، والدراسات، والحسابات المعقّدة.

ولعلّ أبرز الأمثلة التي يمكن لنا أن نراها واقعاً اليوم، هي "إيلون ماسك" و "وارن بافيت"، الذي صرّح في أكثر من سبقٍ صُحفي أن ثروته تنموا ب 10% إلى 11% سنوياً ! وارن بافيت ليس عبقرياً في الرياضيات ولا الفيزياء، لكنه ملتزمٌ بمخططه المالي، والأهم تجده متّبعاً لعقليته المالية، ولسيكولوجيته التي تبنّاها في تسيير أمواله، ما بين العناصر التي تقوم عليها المحفظة المالية (الإدخار، الإنفاق، الإستثمار). تحقيق الثراء على المدى البعيد، يكمن في النفسية أولا، وتدريبها بشكلٍ عملي. نولد كلّنا بعقلية الإنسان الجشع، وآخرون يكتسبون عادات مالية أباً عن جد، وآخرون يقلّدون مستويات اجتماعية لا تصِلها جيوبهم.

كوننا جميعا نسعى لتكوين ثروة، ما هي العادات المالية التي تتبعها، وكيف يمكننا تجنب الانجراف وراء العاطفة في إدارة الأمور المالية الشخصية؟