لطالما كنت أُعدً أدب الرعب من قبيل إضاعة الوقت في غير طائل وأنًنا علينا أن نصرف ذلك الوقت في قراءة الأدب الواقعي أو التاريخي أو الخيالي الرمزي. فماذا سأستفيد أنا من الرجل المستذئب أو مصاصيً الدماء أو الخراف التي تًجنً وتأكل البشر؟! كنت أعدها خيالات فارغين لم أتعاطف معها.

غيًر أني لم أكد أجرب قراءة رواية "ابتسم فأنت ميت" حتى أعجبني هذا اللون من القصص! الرواية فيها الكثير من ألوان الخيانة والشك والحب ثم القتل والثأر والغيرة وتحنيط الجثث والأشباح والطب النفسي والأجهزة العلمية وغيرها من التفاصيل التي تأسرك وأنت تقرأ.

ولكن ما الذي أعجبني في تلك الرواية؟ ما الذي يأسرنا في أدب الرعب فنستمتع به؟ أو بالأحرى ما الفائدة و اللذة التي نحصلها من قراءة أدب الرعب؟ هناك أسباب منها ما يلي:

  1. رؤيتك للعالم من خيال وتصورات آخرين مغايرين لك. فما العالم بكل قيمه وتقنياته وحضاراته ومظاهره شرقاً وغرباً إلا تصورات مجموع بني البشر. فأنت حينما ترى أو تتعامل مع جهازاً أو سيارة أو أي منتج بشري فأنت أمام أفكار وخيالات بشرية مجسدة في الواقع.
  2. أدب الرعب يرفًه عنك؛ فهو يخرجك من الجِدً وقراءة الأدب الجاد إلى حيث اللا معقول.
  3. روايات الرعب اللامعقولة تخفف من منطقنا الجاد الحاد وتجعل كل شيئ ممكناً.
  4. رحابة الخيال التي يخلقها فينا أدب الرعب و تقبلنا لطيف واسع من الإمكانيات تمنحنا مناعة ضدد الأمراض النفسية؛ فالذي يقصر خياله عن تصور العفاريت مثلاً قد يُصاب بالجنون أو لوثة عقلية حينما يرى ظواهر لا تفسر إلا هكذا. وعلى حد وصف ابن عربي بعد ان اتسعت مداركه وقوي خياله، قال:

لقد صار قلبي قابلاً كل صورة......فمرعى لغزلان ودير لرهبان

وبيتُ لأوثان وكعبة طائفِ.........وألواح توراة ومصحف قرآن

والآن أيًها الأصدقاء: هل تتفقون معي بأن لأدب الرعب فوائد؟ وإن كان فما هي؟ أم ترونها فانتازيا فارغة لا تسمن ولا تغني من جوع؟