لا يتمثل دور القائد في ابتكار كل الأفكار العظيمة، يتمثل دور القائد في خلق بيئة يمكن أن تحدث فيها الأفكار العظيمة ". - سيمون سينك
لدى سيمون سينك مؤلف كتاب Start with Why، طريقة أٌخرى يَنظر بها إلى الشركات، وينمذجها، ويحدد أيها قادر على النجاح من عدمه، هذه الطريقة يدعوها بـ "الدائرة الذهبية"، وهي فعل من الداخل إلى الخارج تتكون من " لماذا، كيف، ماذا " الآن، بالتأكيد تبادر لأذهاننا ما المراد بكلٍ منها؟
- لماذا: هي رؤية شركتك والدافع وراء منتجك أو خدمتك.
- كيف: هي الخطوات العملية التي تحتاج إلى اتخاذها لتحقيق "لماذا" الخاصة بك، أي أنها المعرفة العملية والتشغيلية التي تجلب وتحقق الرؤية.
- ماذا: ما هو المنتج أو الخدمة التي تقدمها، وتعد الجزء الملموس بمنظمتك، والأسهل الذي يمكن تحديده.
عندما نبدأ ب"لماذا" فإننا نبني رسالة شركتنا من الداخل للخارج، ومن هنا يرغب العملاء في التعامل مع منتجنا لأنهم يؤمنون به، ويصبحون مخلصين لنا ولشركتنا، مما يبني علامتنا التجارية وينشر رسالتنا.
ولكن، لسوء الحظ، لا تبدأ معظم الشركات بـ"لماذا" هذا لأن البدء بـ "لماذا" صعب وينطوي على الكثير من التفكير والإلهام والرؤية والوضوح. ونيابة عن ذلك تبدأ معظم الشركات بـ "ماذا" نظرًا لأنها المرحلة الأكثر سطحية، فمن الأسهل تحديدها والتواصل معها.
ويستمر سايمون في إظهار براعة تفكيره في طرح السبب الكامن في التأثير بالسلوك البشري والذي أعزاهُ لسببين إما المناورة أو الإلهام، نظرًا لأن البدء بـ "لماذا" يعد أمرًا صعبًا، فإن معظم الشركات تلجأ إلى التحفيز لبيع منتج ما، فالتحفيز هي التكتيكات التي تؤثر بشكل مصطنع على العملاء للشراء من شركتنا أو استخدام خدماتها وهو يشمل السعر والترويج والمخاطرة والطموح وضغط على المنافسين. تنجح عمليات التحفيز والتسويق، لكنها مجرد حلول قصيرة المدى فهي لن تخلق عملاء مخلصين ومتكررين فقط الإلهام يمكنه فعل ذلك.
يحدث الإلهام عندما تشارك الشركة "لماذا" بدلاً من التركيز على كيف وماذا، فالشركات لا تبيع منتجاً بل تبيع أفكاراً، ومن هنا تخلق هذه الشركات اتصال إيمانياً وفكرياً مع عملائها مما يخلق ولاء لدي العملاء يجعلهم منجذبون لشركتنا دون عن غيرها حتى وإن اختلفت المعايير ووجدت بدائل أرخص في السوق.
إن بناء الثقة هو المغزى الأساسي من كتاب Start with Why، صحيح أن الجدوى مهمة لكنها ليست مطلوبة لذاتها، وإنما الهدف منها كسب الثقة بعد بنائها
برأيكم كيف يمكن للشركات الاستفادة من "الدائرة الذهبية" كما أوردها سيمون، وكيف نستفاد منها كأفراد أيضاً؟
التعليقات