ما دمنا نعيش على قيد الحياة فإننا نحلم وكأن تلك هي الطريقة الوحيدة التي نشعر بها أننا أحياء بحق، ابتداءً من حلمنا الصغير أن يكون اليوم الدراسي كله (حصة ألعاب كبيرة) وانتهاءً بحلمنا العجوز والبسيط، بأن نعيش فقط ذلك الفصل الأخير من حياتنا بهدوء تام إلى أن يأتي الأجل، وبين هذا الحلم وذاك، سنوات طوال نقضيها في الأحلام، لكل عمر حلمه ولكل حلم كواليسه ونتيجته التي تفرحنا أو تحزننا، ولكن..ماذا لو ظللنا طوال حياتنا نحلم فقط دون أن يتحقق ما نحلم به

هل فكرت في الأمر من قبل؟ أم أنك من المبتلين الذين شعروا به وعاشوه ولو لفترة وجيزة؟

إن وجودنا في مكان يقتل الأحلام في مهدها، أو أن سوء الحظ مقترن بنا طوال حياتنا بطريقة محبطة فيما يخص الأحلام والتطلعات، يجعلنا أناسًا أقل حياةً وأكثر بؤساً رغماً عنا.

في رواية يوميات طائر الزنبرك يتحدث الكاتب هاروكي موراكامي عن هذا الشعور المقيت بعدم تحقيق ما نريد ونتيجته علينا فيقول :

‏"أتدري، ولا مرّة في حياتي حصلت على شيء أريده فعلاً، ولا مرّة، هل تصدق؟ لا يمكنك أن تفهم معنى العيش هكذا، ما إن تعتاد حياةً لا تحصل فيها أبدًا على أيّ شيء تريده، حتى تفقد القدرة على معرفة ما تريد."

دعنا نتخيل ما وصفه موراكامي (أننا الآن لا نحقق شئ أبداً مهما حلمنا وتعبنا) ترى هل حينها سنظل نجتهد كي نحصل على شئ جديد في حياتنا، مرددين عبارات الأمل وأن لكل مجتهد نصيب، أم أننا سنتوقف تماماً للهروب من ذلك الإحباط الذي يساورنا كلما حلمنا؟!

في نظري، أننا تلقائياً سنفتقد القدرة على معرفة ما نريد، فحينها ستكون الأشياء الجميلة في نظرنا (سواء حلمنا بها أو لم نحلم) لا تحدث لنا، فسواء اتخذنا القرار بأن نقلع عن الأمنيات تماماً كعادة سيئة جلبت الإحباط والاكتئاب لنا مراراً أو لم نقلع.. فإن مصيرنا محتوم، وهو أننا سنقف ذات تأملٍ في حيرة من أمرنا، لا نعلم أي الأشياء نريدها وأيها لا نريدها.

لا شك يا عزيزي القارئ أن ذلك الشعور بائس جداً، ولكن وللأسف الشديد إنه وارد الحدوث خاصة أن مسألة الأحلام دائماً ما تكون محفوفة بالصعاب، ولكن دعني أسألك.. في ظل فشل تحقيقنا المستمر لأحلامنا، كيف نتمكن من الإستمرار في المحاولة دون أن يتسلل إلينا الضعف والإحباط؟