يقول الكاتب بول سارتر في كتابه "ما الأدب؟'' معرفًا المجد الأدبي أنه يشبه تماما العود الأبدي عند نتشيه، الذي يعني عنده أن كل لحظات الحياة ليست ظاهرة عارضة تمر ولكنها تكتسب قيمة أبدية مادامت قد حدثت فيجب أن تعود كما كانت عددًا من المرات اللامتناهي. وهذا ماتحدث عن في جزئية علاقة الكاتب والجمهور المكونة للأدب، طارحًا لنا السؤال الذي نستنتجه، كيف يصل الكاتب في أدبه لمرحلة الوعي الكامل من خلال منحه الحرية الكاملة أم عن طريق القضاء على الطبقية والجمود الفكري له ؟

بول سارتر يسلط الضوء على مسألة إختيار الكاتب لجمهوره الذي يحتم عليه اختيار مواضيع كتاباته الذي قد يصبح مع مرور الأزمن تجريدياً انسياقي وراء رغبة فئة معينة. فيصبح لايهدف إلى غاية الأدب بل يسير تحت سيطرة الجمهور. كمثال صغير من خلال قراءتي لأدب السجون نجد روايات أيمن العتوم تقريبا لها نفس المعنى بالرغم من جمالية النصوص واللغة والحبكة وغيرها، إلا أن المضمون إذا قمنا بمقارنة رواياته نجدها مكررة في قالب جديد بتغيير الزمن والمكان فقط. أكد بول سارتر أن الجمهور في هذه الحالة يكون إستفهام أنثوي فسيح بمعنى أن الكاتب ينجذب لرغبات جمهوره. إلا أن لابد من شرطين لبناء أدب في هذه الحالة، " جمهور حرّ فيما يطلبه و وكاتب حرّ في ما يكتبه"

من هذا نفهم أنه لايجب أن تطغى مطلقا مطالب فئة أو طبقة على غيرها، وإلا وقعنا في التجريد الادبي.

بول سارتر أقرَّ أن الأدب ينهض في مجتمع خالٍ من الطبقات ففيه فقط يستطيع أن يدرك الكاتب أن لا فرق بين موضوعه وجمهوره.

مرحلة الوعي الكامل في الأدب، أتتشكل من خلال منح الحرية للكاتب أم بالقضاء على الطبقية والجمود الفكري له؟ وكيف ترى وضعية الأدب بين المؤلفين العرب بين الحرية المطلقة و الخضوع إلى فئة معينة من الجمهور في اختيار المواضيع؟