الذي لا شك به أن ثمة مواضيع يمكن النقاش بها والكتابة حولها، لكن الذي لم أكن أعلمه أن النساء كانوا هن أكثر مخلوقات الارض موضوعًا للنقاش، إلا عندما قرأت كتاب " غرفة تخص المرء لوحده " للكاتبة " فرجينيا وولف" والتي تستهله بوصف للقراء كيف كانت تجلس وتكتب بداية هذا الكتاب، ذاكرة لنا أنها بدأت تتأمل الكلمات وعلاقتهم بالنساء بما أنها فيه ستخصص الحديث عن " الكتابة والمرأة"، حيث أنها عرفت لنا " النساء والكتابة" الذي قد يعني ”النساء وما يكتبن“ ، ويعني كذلك ”النساء وما يكتب عنهن“.  

الكاتبة تتحدث عدد الكتب التي تكتب عنهن كنساء في العام الواحد متسائلة عن السبب حولها في الكتابة عنهن من طرف الرجال وتخص بالذكر أن النساء أكثر المخلوقات موضوعا للنقاش في الكون! وما يدهشها ان الكتابة عن النساء تستهوي كتَّاب المقال والروائين، والشبان الحاصلين على درجات الماجستير، وحتى رجالا لم يحصلوا على شهادات على الاطلاق. وتعتقد أن حافزهم الأول والوحيد الذي يزكيهم للكتابة عن النساء، ليس سوى أنهم ليسوا من نفس الجنس، لكن هل هذا صحيحًا، أم أن الكاتب تبالغ في فكرها ورأيها حول الرجال والنساء!

ربما الفكرة اليوم قد تستهوي بعض القراء لأنها تمثل واقع بالنسبة لهم ، فنرى كقراء أن قلة قليلة من الكاتبات تكتب عن الرجال الا في الكتب النسوية الدارجة اليوم التي تناضل على حقوق المرأة ولكن تتطرق إلى موضوع يخص المرأة بالدرجة الأولى فيكون موضوع الرجل في الكتابات موضوع ثانوي. لأن السياق متعلق بالمرأة لا الرجل!

لعلني أتساءل هنا كما تساءلت الكاتبة، لما يكتب الرجال عن النساء في حين النساء لايكتبن عن الرجال؟!

 وبعد قراءتي لما يتعلق بالفكرة استنتجت أن الموضوع مهم وليس هامشي، تطرقت له الكاتبة من ناحية سيكولوجية لفهم الجنس الآخر. ولعل أن ماذكرته من تطرف في كتابة بعض الرجال عن المرأة أو آرائهم حولها كان حقيقي ومنطقي، فمثلا؛ كان يعتقد نابليون أن النساء ليس في مقدورهن التعلم أما الدكتور جونسون فكان يعتقد العكس. 

ويعتقد بعض الحكماء ان النساء يمتلكن عقلاً أضحل بينما يقول آخرون إنهم أعمق وجدانا ووعيا. أما موسوليني فإحتقرهنء لم تصل الكاتبة إلى نتيجة منطقية حول الآراء في الكتابة عن النساء. إلا أنها جعلت الفرضية على السطح: لماذا تستهوي الرجال الكتابة عن النساء، هل لأنهم ليسوا من نفس الجنس أم لأن النساء موضوع مهم بالنسبة لهم ؟