اليوم وقد أصبح علم النفس جزءا أساسيا من علم الأحياء، نرى أن ميول النفس ونماء العقل تسيطر على الإنسان. وهذا ماقدمه لنا الكاتب "آلفرد أدلر" في كتابه "الحياة النفسية" .
يجعلنا الكاتب في أحد أفكاره نتساءل عن تكوين الحالة النفسية للأفراد، هل سلوكيات الأفراد النفسانية متعلقة بعقد النقص أم أنها راجعة إلى الحالة النفسية الإجتماعية؟
يرى الكاتب أن لابد للأباء من معرفة ما يعنى به الطفل من الناحية الاجتماعية لأنها هذه العناية هي أهم ماتقوم عليه تربيته ومعاملته وإصلاح عيوبه. وان عامل طفولته وذكرياته القديمة في مرحلة رشده ستشكل انعكاس على تصرفاته وسلوكياته الاجتماعية.
الكاتب طرح عدة أمثلة عن اطفال كانت لهم عقد نقص في صغرهم سواءً في تعاملاتهم مع المجتمع أو نقص جسماني، ساهمت في التأثير على حياتهم الراشدة، كعدم بعض الأشخاص على مخاطبة جمع من الجمهور كنوع من الرهائن الاجتماعي أو الانطلاق في المجتمع وذلك عائد الى نظرتهم للجمهور كأعداء أو عدم ثقتهم بأنفسهم.
أدلر يرى أن معرفة سلوكيات الأفراد النفسانية عائدة إلى كل شخص على حدى من خلال المعاينة في فهم مشاكلهم ومعرفة الوقت الذي نشأت فيها المشكلة. ويجد ان منشأها يعزى عادة إلى ظرف طارئ قد مرَّ به لكن في الحقيقة على حسب وجهة نظر الكاتب أنه لم يكن يحسن إعداد نفسه في استقبال تلك الظروف وقت حدوثها ولازمته في كبره لتسيطر على حياته.
ويؤكد الكاتب أن كل حالة وجد فيها الإنسان تعد بمثابة اختبار يستجيب له الأشخاص حسب طريقة الإدراك العقلي التي أوجدها في حياته. ويرى أن أغلب السلوكيات السلبية كمثال المجرمين، عائدة إلى نقص في فترة الطفولة.
لذلك نطرح معضلة المساهمة، هل سلوك الأفراد السلبي راجع للنقص في فترة الطفولة أم في الحالة النفسية الاجتماعية في مرحلة الرشد ؟ وهل مررتم بمواقف مشابهة أو سلوك راجع لمرحلة الطفولة ؟
التعليقات