رأيت منذ فترة مقالًا عن كتاب الحياة السرية للنوم للكاتبة Kat Duff وهي تتحدث فيه عن أهمية النوم وهذا لا يخفى علينا فهناك الكثير من الكتب التي تتحدث أيضًا عن النوم وفوائده مثل كتاب لماذا ننام؟ ولكن ما أضافته الكاتبة هنا أنها حكت قصة الرسام الشهير سلفادور دالي الذي لاحظ أنه عندما ينام تأتي له أفكار وإلهام بشكل أفضل من أن يكون متيقظًا دائمًا فكان يستخدم ذلك لزيادة انتاجيته حيث يغفو قليلًا وما إن يغط في النوم حتى يوقظ نفسه ويبدأ بتنفيذ الأفكار التي جاءته! كما ويقول أيضًا أن دماغه يكون أفضل في هذه الحالة 

وقد ذكرت الكاتبة أيضًا بعض الأمثلة مثل توماس أديسون الذي كان يقوم بشيء مشابه وقال في أكثر من لقاء أن هذا سر انتاجيته.

ورغم أننا نعرف أهمية النوم إلا أننا في العادة نفضل البقاء متيقظين قبل الأوقات المهمة. ربما لشعورنا أننا دائمًا نفوت شيئًا ما في الوقت الذي نكون نيام فيه. 

وهذا لا يحدث المشاكل الكثيرة عندما يكون الأمر متعلقًا برحلة مدرسية أو مناسبة متحمسين لها ولكن عند الحديث عن عمل مهم أو عن الامتحانات مثلًا فعندما يتبقى جزء كبير يجب مذاكرته مثلًا هل يكون الأفضل النوم والاحتفاظ بما تم مذاكرته بالفعل أم البقاء متيقظين قدر الإمكان حتى نجمع ما يمكن جمعه؟ 

تقول الكاتبة أن النوم في هذه الحالة أفضل فهو يساعد على تكوين الخلايا العصبية التي تصنع الروابط بين المعلومات التي تم حفظها أو العمل عليها أثناء اليوم وتساعد على استيعابهم بشكل أفضل وربطهم مع القاعدة العلمية المتشكلة في دماغنا بطريقة صحيحة 

ونقل المعلومات من مركز الذاكرة قصير المدى إلى طويل المدى مع ضمان عدم فقد كمية كبيرة منهم 

كما أنه في يوم العمل أو الامتحان إلخ بعد الاستيقاظ يكون النوم الجيد هو العامل الأهم لضمان تركيز جيد والحفاظ على مستوى طاقة ممتاز خلال اليوم بدون الشعور بتعب أو كسل أو ارهاق مبكرين ويحافظ النوم الجيد على مستوى سكر الدم أيضًا مما يروض من الرغبة الشرهة في تناول الطعام. 

هذا رأي الكاتبة ولكن تطبيقه في الحقيقة قد يكون صعبًا والموازنة بين ساعات مناسبة من النوم وبين انهاء ما وراءنا أصعب وأصعب ولكن ماذا ترون أيكون النوم عائقًا على الاستمرارية والإبداع أم سببهما؟ وهل تنام قبل اللحظات المهمة أم تفضل السهر؟