لا شك أنّ حياتنا اليومية تتغير بشكل مستمر ودوري، وفي كل يوم نجد أننا أصبحنا نحتاج إلى بذل المزيد لمجاراة متطلبات العيش، ولا بد أنَّ الأغلب يفكرون في أن يصبحوا رواد أعمال أو إستثماريّن، ويقوموا بتوظيف كادر عملهم الخاص، ليحظوا بالإحترام من مجتمعهم وأهاليهم.

ولكن لو أراد شخص أن يبدأ العمل في ذاك المجال سيطرح الكثير من التساؤلات بحكم أنه جديد في المجال، وسيكون بحاجة لمن يعطيه طرف الخيط الصغير من آلية العمل ليحوّله بقدراته ومجهوده إلى كومة من الأعمال المثمرة.

يبدو أن من يريد الدخول إلى عالم الإستثمار لا بد عليه أن يُفرق بين أنواع المستثمرين الأساسية والتي يتم تصنيفها بحسب الوقت والجهد المبذول من قِبل المستثمرين، وهما:

المستثمر المغامر وهو الشخص الذي يتطلع إلى بذل الوقت والمجهود والبحث المطوّل عن المشاريع الإستثمارية ودراستها، وإدارة الأموال، والذي يميل إلى الدخول في مشاريع فردية لتحقيق معدل ربح أعلى من المعدل المتوقع إكتسابه عند التشارك في مشروع ما مع مستثمر آخر.

أما عن النوع الثاني من المستثمرين هو:

المستثمر الدفاعي وهو عكس المستثمر المغامر، فهو يبحث دومًا عن المشاريع التي تتطلب أقل وقت وجهد ودراسة، ويميل إلى المشاريع الإستثمارية المشتركة بين أطراف متعددة لتخفيف عبء العمل عن عاتقه.

ربما البعض منا سيختار أن يكون مستثمر مغامر في حين أن البعض الاخر سيختار مستثمر دفاعي.

عندما قرأت كتاب المستثمر الذكي للكاتبين بنجامين جراهام وجيسون زويج؛ لفت نظري في الكتاب هو أن الأشخاص الذين يمتلكون حس المخاطرة وحب المغامرة فعلى الأغلب يصلحون للدخول في مشاريع طويلة الأمد، وأما الأشخاص الذين يميلون إلى الإستقرار دومًا فهم على الأغلب مناسبين للمشاريع الأصغر، وتقوم هذه المفارقة على أساس المرونة في التعامل مع المشاكل عند الوقوع بها. لكن هل هذا صحيح؟

عمومًا الكتاب تطرق إلى بعض النصائح للمستثمرين، مثل:

  • يجب على المستثمر الجيد أن يخصص 10٪ فقط من أمواله للمضاربة على أسواق الآخرين وأن يقوم بإستثمار الباقي لضمان إستمرارية التصدّر والإنتاج.
  • تنويع الإستثمارات للتخفيف من المخاطر وزيادة الأرباح، ومحاولة الإبتعاد عن إستثمار أسهم النمو في البدايات، لأنها غالبًا ما تكون محفوفة بالمخاطر وباهظة الثمن.
  • المضاربة على الشركات المنافسة من خلال شراء بعض أسهمها في حال كان الأمر متاح
  • تقييم الإستثمارات بحسب معيار نسبة السعر إلى نسبة العائد لضمان تحقيق الربح من الإستثمار.
  • دراسة تاريخ الشركة المُراد شراء أسهمها، وحالتها في السوق للتأكد من عدم إنهيارها في أي لحظة وخسارة الإستثمار بها.
  • الذكاء ليس شرط أساسي لكي تصبح مستثمر جيد، السر يكمن في الحنكة العالية في إتخاذ القرارات وضبط العاطفة.

بنجامين جراهام وجيسون زويج كاتبان شاركا العالم بإيمانهما بفلسفة تقليل الخسارة وليس تعظيم الأرباح، والتي تتطلب سنين من الخبرة للحصول عليها، والتي لا زالت إلى الآن تُحدث جدل كبير في عالم الإستثمار خصوصًا أن بنجامين جراهام كان أكبر مستثمر في القرن العشرين.

ولأن عالم الإستثمار لا يحتكر دخوله على فئة معينة، فنرى من خلال الدراسات أنّ 66٪ من نسبة الإستثماريين في العالم موجودة في الشرق الأوسط، وتليها الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 44٪ منهم، وهذا رقم ضخم بالنسبة لوطننا العربي الذي يزخر برواد الأعمال والمواهب الشابة الحيوية.

وأنت هل تخطط لأن تصبح إستثماري في المستقبل؟ وما هو أول مشروع ستتبنى إستثماره؟ شاركونا أيضًا رأيكم حول فلسفة بنجامين وجيسون وهل ترونها مجدية بالفعل.