يتحدث إبراهيم السكران في كتابه مسلكيات عن الشخص المترقب؛ ومشكلة هذا النوع من الأشخاص يمكن تسميتها على حد تعبير الكاتب بمشكلة "ترحيل المهام"، فالشخص المترقب يضل متفرجا دون الاقدام على فعل شيء أو إنهاء مهمة محددة، 

لدرجة أن يترك قطار الشباب يفوته دون تحقيق أي أهداف أو إنجازات. وإذا ما قطع المترقب مرحلة الشباب، ظن أن مرحلة التحصيل والبناء قد انتهت، وبذلك فإن حياته قد فاتت، ولم يعد لها أي معنى. 

وقد يجبر الشخص المترقب نفسه على إنجاز بعض المهام، لكنه غالبا ما يقوم بإنجاز الأقل أهمية ويتفادى الأهم؛ فهو بذلك يجد لنفسه ملهيات ووسائل هروب نفسي عن المهام الواجبة والضرورية. 

كما أنه دائم التقطع والترحل في أنصاف المشروعات، فنجده يبدأ ويتوقف، ويختار عملا ثم يغير رأيه فيه، ويقرر مباشرة اختيار عمل آخر، وبذلك يكون قد أهدر قوته ووقته، دون تحقيق أي شيء بالمقابل. 

أزمة التقرب هذه قريبة من الحالة السبهللية؛ وهي تعني البقاء دون عمل.

لاشك أن الثبات والاستمرارية من أهم أسس النجاح بالنسبة لنا؛ فصفات مثل التردد والتراجع لا تمكننا من الوصول إلى أهدافنا، كون تحقيق النجاح يمر بمراحل، تزداد صعوبة كلما اقتربنا من الهدف، والشخص المتردد يتأثر بكثرة العقبات ويضعف لدرجة قد تجعله ينسحب كليا وذلك خطأ. 

والشباب برأيي هو حقا المرحلة الذهبية لإنجاز وتحقيق الكثير على الصعيدين العلمي والعملي، والنجاح في هذه المرحلة يكون أسهل لتوفر طاقة الشباب، الوقت، الحماس والإرادة القوية لبناء الغد؛ لكن الإنجاز ليس مرهونا بفترة الشباب فقط؛ أؤمن أن الفرص متاحة لنا دائما ما دمنا أحياء، وكلما أحطنا أنفسنا بأشخاص ناجحين، منجزين، وإيجابيين؛ كلما تأثرنا بهم واستلهمنا منهم وكان ذلك دافعا لنا في طريق النجاح؛ أما الشخص المترقب فعليه برأيي التدرب على الاستمرار ومواصلة أعماله، ولعل محاولة العمل في مجموعات سيجعل مضطرا للإلتزام لحد ما. 

والآن شاركوني برأيكم

هل تفويت مرحلة الشباب وعدم التمكن من الإنجاز خلالها يعني الفشل؟

والأهم كيف يمكن للشخص المترقب المتردد، كثير التقطع في أعماله أن يحدد ماذا يريد، ويكمل السعي لتحقيقه؟