كلنا لدينا المهارات والقدرات ولكن قليل منا من يستثمر في نفسه ويطور تلك المهارات ليصبح ذاك الإنسان الذي تمنى أن يكونه منذ زمن، ولكن ما المشكلة في أنه ليس كل البشر يسعون ليكونوا أفضل؟ وهل تكمن المشكلة في كون البشر متفاوتون في القدرات والذكاء؟ 

في الواقع البشر جمعيهم اذكياء، ولديهم قدرات خارقة، ولكن الفرق بين العَالِم والفاشل هي أنّ العالِم أراد أن يتمتع بمهارات أفضل فقام بتطوير ذاته ودرّب مهاراته، وأهَّب نفسه لكي يستعد إلى بذل الكثير من الوقت والمجهود في سبيل أن يصبح شخصًا أفضل ..

أما الجاهل فدومًا ما يتمنى أن يصبح مثل ذاك العالِم ولكنه في المقابل لا يريد أن يِتعب نفسه، وكأنه يريد أن يأتيه النجاح على طبق من الذهب من دون عمل أو مجهود، وهذا واقع الأغلبية العظمى منا!!

 الكاتبة جين سينسرو تقول في كتابها "أنت قوة مذهلة" أن البشر جميعهم متشابهون في القدرات، ولكن الإيمان بقدراتهم هو سر توهجها في الأفق، وأنه لا شخص افضل من الاخر، ولكن هناك شخص اجتهد وعمل وطوّر، وشخص تمنى وحَلِمَ وتكاسل،  ألا يوجد بونًا شاسعًا بين الشخصين؟! بالتأكيد لا تشبيه بينهم فالذي يريد النجاح عليه بالإيمان في نفسه ثم بالعمل أما بفعله غير ذلك فسيضل يحلم ويتمنى أن يصبح أفضل، فمثلًا ليس هناك طالب ذكي يتقن جميع المناهج بحرفية منذ ولادته، ولكنه في الواقع يدرس كثيرًا ويراجع كل ما يقرأه ويتعلم مهارات جديدة ولا يضبع وقته في فعل أمور لن تفيده في شيء!

جين سينسرو ترى أن جميع البشر سواسية، ولكن الإيمان والثقة بالذات هو مفتاح النجاح، ولهذا أغلب البشر لا يفعلون شيئًا غير التمني، لأنهم لا يثقون في أنفسهم بتاتًا، مع أنهم يمتلكون قدرات ومهارات خارقة، ولكن الثقة المعدومة في ذواتهم تجعلهم أشخاص عاجزين عن التقدم والعمل! ولكن هل هذا صحيح؟

برأيي مشكلة البشر في أنهم لا يعملون لا تتعلق بالذكاء أو عدمه، ولا في موضوع الثقة بشكل رئيسي، وإنما تتعلق بعجزهم عن تأدية الواجبات، وخوفهم من تحمل مسؤوليات لن يكونوا قادرين على إتمامها، أو شعورهم بأنهم لا يصلحون للعمل بسبب كسلهم وجلوسهم المستمر على أريكة المنزل! أرى أن البعض منهم لو أراد أن يصبحَ لأصبح، ولو أراد أن ينجح لنجح، وأنه لن يحتاج إلى شيء سوى النهوض للعمل وإظهار الإرادة لفعل ذلك..

ما رأيكم في الأمر؟ هل تتفقون مع الكاتبة في نظرتها أن البشر جمعيهم متساوين في الذكاء؟