كتاب فن البداية: ما هو الفن الذي يراه جاي كاواسكي في بداية المشروعات الناشئة؟

في هذا الصدد، هل ترى أن بدايات المشروعات الناشئة صعبة التنفيذ إلى درجة أنها قد تكون فنًّا؟ وما هي أبرز الصعوبات التي تواجهنا عندما نحاول بدء مشروعنا الناشئ؟

في زماننا هذا ومع سهولة البدء بمشروع إلا أن النجاح فيه يعد من أصعب الأمور في الحياة، لذا أتفق مع أن النجاح في المشاريع الناشئة كالفن، في سوق بالغ التعقيد، تنتشر فيه ملايين المشاريع الناشئة التي تحمل ذات الفكرة وتتبع ذات النهج وتصارع للبقاء أو الخروج بأقل الخسائر، نعم بداية المشروع الناشئ كالصعود بالطائرة، يتطلب المرور بمراحل كثيفة وصعبة حتى تستقر الطائرة في السماء .

مشكلة الشباب اليوم أنهم يقررون إنشاء المشاريع الصغيرة دون أن يكون لهم خطة واضحة منذ البداية تشمل النقاط التي ذكرتها في المساهمة، وهو تصرف متهور جداً، فالإقدام على خطة كهذه يتطلب دراسة شاملة وهدف واضح وخطط أمان للتعامل مع العثرات التي سيمر بها المشروع .

الخطأ الثاني الذي يقع به هؤلاء، هو الإستسلام والتنازل من أول عقبة تواجهه في المشروع، فكلنا نعلم أن العثرات التي تواجه المشاريع أمر لابد من حدوثه مع التغير والحركة المستمرة في السوق وعدة عوامل اخرى طبعاً، فتجد صاحب المشروع لا يمتلك الثقة اللازمة في مشروعه ولا العلم الكافي بمخاطر السوق والإنتكاسات التي يمكن أن يتعرض لها سير مشروعه .

ل ترى أن بدايات المشروعات الناشئة صعبة التنفيذ إلى درجة أنها قد تكون فنًّا؟ وما هي أبرز الصعوبات التي تواجهنا عندما نحاول بدء مشروعنا الناشئ؟

لقد كنت ولمدة سنة كاملة أساعد صديقتي في إطلاق مشروعها الخاص للقطع الفنية والأثاث المصنوع يدويًا، ولا شك أن كمية الصعوبات والانتكاسات التي واجهتها كبيرة وللتغلب عليها كان ورائها عائلتها وأصدقائها كلهم، اليوم يمكن القول أن مشروعها يبشر بالخير والنجاح، لكن بالتأكيد بدايتها وإطلاق المشروع كان أصعب خطوة لليوم، وأعتقد أن الأمر بالفعل يرتقي ليكون فنًا، فخروجها بمنتجات ذات جودة وأصيلة فيها إبداعها دون تقليد كان من أصعب ما يمكن تخطيه في المشروع، أضف إليه صعوبة خلق ما يشبه بالعلامة الخاصة بها من خلال سمة المنتجات واسم المشروع وغيرها، ناهيك عن الصعوبات الاقتصادية التي تقف عائقًا دائم للكثيرين للبدء بمشاريعهم الخاصة.

هل ترى أن بدايات المشروعات الناشئة صعبة التنفيذ إلى درجة أنها قد تكون فنًّا؟

بالتأكيد، ولهذا يرى الكثيرون أن ريادة الأعمال فنًا أكثر من كونها علمًا يتم تدريسه؛ وهذا لأنها مزيج من العقلية الإبداعية والقدرة على خلق شيء مبتكر. قمن الضروري أن يمتلك رائد الأعمال رؤية فنية ونهجًا مبتكرًا ليعرف أين توجد فرص النجاح ويقوم باغتنامها.

وما هي أبرز الصعوبات التي تواجهنا عندما نحاول بدء مشروعنا الناشئ؟

أعتقد أن من أكبر المشاكل التي تواجه رائد الأعمال في بداية حياته هو سوء التخطيط ووضع توقعات وأهداف غير واقعية. الجميع يريد أن ينجح بمجرد تنفيذ الفكرة وقد ينسى أنه موجود في سوق تنافسي إلى أبعد مدى، أو حتى لم يضع في الحسبان كل المزارد المتاحة إليه على المدى القريب والبعيد. فالعديد من الشركات الناشئة تواجه العديد من الصعوبات والتحديات عندما تضع توقعات غير واقعية خاصة إذا شهدت الشركة نجاحًا مزدهرًا في البدايات. وعادة ينسون أن هذا النجاح قصير الأجل والتوقعات لا تنتهي أبدًا، وتتطلب الاستدامة جهودًا متسقة. فمن أجل النجاح في عالم أعمال تنافسي، تحتاج الشركات الناشئة إلى توقعات عالية ولكن ضمن المتاح ويمكن السيطرة عليها، وهذا مع مراعاة الموارد المتاحة، ومدى إمكانات النمو، وعوامل السوق الأخرى أيضًا.

صحيح أن بدايات أي مشروع تكون صعبة للغاية، تمامًا كصعوبة الحصول على أفكار جديدة وتنفيذها. ربما كان الكتاب مفيدًا أثناء طرحه ووضع حجر الأساس لأصحاب المشاريع الناشئة كي يتمكنوا من إطلاق مشاريعهم والعمل على نجاحها، ولكني لا أراه مفيدًا جدًا في وقتنا الحالي. إذ يوجد العديد من المقالات والمحتويات المرئية التي تساعدنا في نفس الطرح دون الحاجة إلى قراءة 283 صفحة.

وما هي أبرز الصعوبات التي تواجهنا عندما نحاول بدء مشروعنا الناشئ؟

أعتقد أن فكرة المشروع نفسها ستكون أول عقبة في بداياته، هناك فكرة تجعل من المشروع مشروعًا مكررًا وأخرى تجعله فريدًا من نوعه. لذا التفكير الجيد والذهاب إلى مناطق جديدة هي أصعب خطوة برأيي.

يأتي بعد ذلك عقبة دراسة الجدوى، وهناك الكثير من الأشخاص يفضلون عمل دراسات الجدوى بأنفسهم اعتقادًا منهم أنهم أكثر إدراكًا لمتطلبات مشروعهم، في حين لو وكلوا الأمر لذوي الخبرة سيكون أفضل بكثير.

في هذا الصدد، هل ترى أن بدايات المشروعات الناشئة صعبة التنفيذ إلى درجة أنها قد تكون فنًّا؟ وما هي أبرز الصعوبات التي تواجهنا عندما نحاول بدء مشروعنا الناشئ؟

عدم دراسة السوق ورصد الاحتياجات وعدم معرفة طبيعة المنافسين بالإضافة إلى إهمال المشروع وعدم متابعته

دراسات كثيرة أظهرت إحصائياتها بأنّ 90% من الشركات تفشل في أُولى سنواتها، بمعنى 9 مشاريع من أصل 10 تفشل، والناجحة المتبقية هي التي تستمر بعد أن تحصل على الاستثمارات التي تزيد من القيمة السوقية للشركة.

هذا بالتأكيد يا علي يؤكد أنّ البدايات بالتأكيد لن تكون سهلة أبداً، بل ربما تكون الأصعب في عمر الشركات الناشئة.

لماذا تفشل؟ لأسباب كثيرة منها:

1. مشروع لا يلبي حاجة السوق.. وهو الأمر الذي يقودنا لضرورة دراسة حاجة السوق سواء في حال فتح مشروع جديد أو في حالات التوسع والبحث عن أسواق جديدة، ودراسة الفئة المستهدفة من المنتج/ الخدمة المنوي تقديمها.
2. التخطيط السئ والإدارة الفاشلة للمشروع حيث يقع الكثيرين في فخ معرفتهم بالمجال الذي يريدون العمل سواء لأنهم درسوه أو لأنهم عملوا سابقاً فيه، فيتجاهلون وضع الخطة (التي أشرت لها في مساهمتك) ويتجاهلون دراسة الجدوى مما يجعله يبدأ عشوائياً.
3. عدم دراسة الجدوى الاقتصادية وتوّفر السيولة، وآلية الإنفاق على المشروع.. فأغلب المشاريع الناشئة يقوم أصحابها بإدارتها ويحاولون عدم تحميل أنفسهم نفقات إضافية في المرحلة الأولى فيديون المشروع مالياً وهو ما يسقطهم بالأخطاء..
4. المنافسة.. وهي أمر لا يمكننا بأي شكل تجاهل خطورته، فإذا كانت المنافسة قادرة على إطاحة الشركات الكبرى ألا يكون ذلك ممكناً لمشروع ناشئ؟