قد يكون العشق من أعظم ابتلاءات الشخص، حيث قيل بأنه أعلى درجات الحبّ بدءاً بالهوى فالصبوة فالشغف فالوجد فالكلف فالعشق.
ربما لأجل هذا غلّفت الكاتبة التركية أليف شافاك أو كما تُنطَق بالعربية ألف شفق قواعدها في روايتها (قواعد العشق الأربعون)، التي استندت على شخصيات عُرفت بالتصوّف كان أبرزها بطليّ الرواية الشاعرين الصوفيين جلال الدين الرومي وشمس الدين التبريزي.
كرأي في الرواية، لم أرى تشويقاً فيها أو حبكة قوية، كما لم تبحث في التصوّف بتاريخه ومفهومه المتعارف عليه، وإنما تناولت فكرة العشق لترتكز عليها محاور الرواية في إضفاء الصبغة العاطفية التي اعتمدتها الكاتبة كوسيلة جذب للقارئ، واعتماد الرومانسية المبالغ بها لقصة حبّ مثيرة للجدل إن تمعنّا فيها.
ببساطة –وحسب رأيي الخاص- ارتكزت الرواية على العاطفة الداعية للانفلات من ضوابط العقل وقيوده، مستخدمة الكاتبة إدراكها لمشاعرنا الباحثة عن الحبّ والتخلّص من القيود التي يفرضها المجتمع علينا.
فإن كنتم تبحثون عن رواية تحقّق لكم عنصر المفاجأة والإلهام والترقب وتزيد مدارككم، فقد لا تكون هذه الرواية من تلك الروايات التي أرشحها –على صعيد شخصي-، في حين إن كانت مشاعركم تبحث عن تلك المفردات التي تدغدغها، وتمنحها الرومانسية وحالات الشعور فقد تكون الرواية مناسبة لذلك.
بعيداً عن كلّ هذا، قد تستوقفنا بعض الأفكار، أو ما أسمته الكاتبة بالقواعد لندقق فيها ونتفكر في أبعادها ونناقشها، ولأكون صادقة كان أغلب القواعد محلاً لملاحظاتي، حيث أرتكز في نقاشي معكم اليوم بالقاعدة الثالثة عشرة من تلك القواعد، وتقول: لا تحاول أن تقاوم التغييرات التي تعترض سبيلك، بل دع الحياة تعيش فيك ولا تقلق إذا قلبت حياتك رأسا على عقب، فكيف يمكنك أن تعرف أن الجانب الذي اعتدت عليه أفضل من الجانب الذي سيأتي؟!
لطالما كان التغيير يخفينا، ويرهقنا التفكير في محاولة التجربة لأننا نخشى تبعات ما قد يؤول إليه، فالتجارب الفاشلة تُفقدنا الحماسة، وتجعلنا حذرين في الاختيار التالي، لأننا نخشى تكرار ذات الفشل.
لذلك، هل ترى أنها مجازفة في أن نقوم بالانجراف نحو التغيير دون مقاومته، أم أنّ علينا الاستعداد له والخشية منه؟
وهل تظنون أنّ هذا الأمر حتميّ لا محالة على كافة أصعدة حياتنا أم أننا نملك خيارات تحديد الأمور التي يمكننا الانجراف في التغيير نحوها، وتلك التي يجب علينا مقاومة التغيير فيها؟
كم تبدو في اللفظ سهلة عبارة (لا تقلق إذا قلبت حياتك رأساً على عقب)، لكنها بالنسبة لي تعني الاستسلام المطلق لقواعد الحياة والظروف التي تحتّم التغيير علينا، وكأننا مسيّرين لفعل ذلك لا خيار لنا فيه حتى وإن كان بالمقاومة والرفض، هل توافقونني ذلك أم لديكم رأياً آخر؟
التعليقات