أين النبل من رجل متردد لا يعرف أي طريق يأخذ، ولماذا لم يقرر ذلك الأمر قبل ليلة الزفاف، لقد جعل امرأة توليه الثقة والحب في ثوبها الأبيض ورحل لأنه فجأة تدارك أمور غير مقنعة بتاتا في الدقائق الأخيرة من زفافة، تصرفه في قمة الأنانية والخزي
الــرجــــــل النبــيــــــــل - قصة قصيرة
طريقة سردك للقصة رائعة، وكلماتك منتقاة بعناية
لكن ما حدث في الأيام التالية هو ما قلب وضع الحارة رأسا على عقب ؛ ها هو بيت زينة يمتلئ بالخطاب ولم يمر على فشل زواجها الأول إلا بضع أيام، شباب من مختلف الأعمار يتهافتون للظفر بالزوجة التي لم تنقضي عدتها بعد . كان الوضع فوضويا لدرجة تجعلك لا تستطيع التفريق بين الحارة وسوق لبيع الخراف .
إن حدث في مجتمعي مثلما حدث لزينة، فسيكون الوضع على العكس تمامًا
كيف لزوجة تركها زوجها ليلة زفافها أن يأتيها الخطاب بهذا الكم؟ شعرت أن الأمر غير واقعي أبدًا.
لم يكن دافع هؤلاء ممن قصدوا بيت زينة هو الحب ، لكنهم ارادوا الزواج بها طمعا في ثروتها وثروة ابيها .
أعجبتني الكتابة يا وليد، وراقني الأسلوب..
لكن هنالك غموض من ناحية موقف الرجل الذي ترك زينة.. والنقطة الثانية شعرت بمبالغة كبيرة من كل شخصيات القصة نحو زينة، ولو جمالها ونسبها، هذا ليس مبررا ليتم الإلحاق الأذى بزوجها الشيخ فقط كغيرة..
وأيضا لما سميت القصة الرجل النبيل، لم ار أي نبل، بما أنه أحبها، فهذا يتنافى مع زواج المصلحة، يبدو أن هنالك حبكة قوية تنقص قصتك، أو حلقة متقنة تقنع القارئ
بالنسبة لي ، الحب الحقيقي هو ان تتركها لانك حتى ولو حاولت ستجد نفسك مستغرقا في الاستفادة من تروة ابيها ،وبالتالي ستصبح مجرد مستغل تحت غطاء ما يسمى بالحب.
بالنسبة لما حصل من فوضى للظفر بزينة ، فانت بالتاكيد لا تعلمين كم من الناس يريدون الزواج فقط من اجل تحسين وضعيتهم المادية ، وزينة هنا هي طعم جاهز اولا لان نفسيتها ستكون مدمرة بعد ما حصل لها وستفقد الثقة في نفسها ، وستحتاج الى من يعزز ثقتها بنفسها وثانيا لان اباها رجل اعمال ناجح له مال وفير . الزواج بزينة يعني الانقاد من الفقر
ليس وجهة نظر مقنعة يا وليد، كل القرية ستهجم لأجل الزواج من أجل إنقاذ نفسها من الفقر، أتدري أن رمزية قصاك قد يذهب معها ناقذ ما لاعتبارها تحط من قيمة الرجل كونه متعلقا بامرأة لأجل مالها..
وبخصوص البطل، نظرتك مجددا ليست مقنعة، يا ما سمعنا رجالا فقراء تزوجوا غنيات، وعمل بذراعه دون أن يأخذ فلسا من أبيها، وكان يضرب به المثل في الرجولة من والدها ومنها هي نفسها..
لما عليه تركها، أعتبره مجرد جبان غير قادر على المسؤولية ومنعدم الثقة بنفسه لأنك صورته خائفا من الانسياق وراء ثروة زوجته، الرجل الحقيقي سيدخل معركة واثقا من عدم توتره..
لهذا وجدت اختلالا في بنية القصة
انت تنظرين للموقف من خلال واقع محيطك ، لكنني هنا احاول ان اناقش حالة خاصة ، فلسفة خاصة وافكار مختلفة عن نسق الافكار العادي والمقبول . بالنسبة لي البطل ليس بجبان هو على عكس ذلك وكما ذكرت في العنوان رجل نبيل، على عكس جل شباب اليوم و يكمن نبله في كونه قد تخلى عن حياة الرفاهية والسعادة في سبيل الشرف ، وما اجمل العيش بشرف بدل العيش كمتطفل يتغدى على ما ينتج الاخرون.
ان ما ذكرته حول ما سيذهب اليه النقاد بخصوص قصتي القصيرة هو بالضبط ما اردت ايصاله للقارئ ، اغلب الشباب اليوم سيفضلون الفتاة الغنية ماديا على الخلوقة وذات الدين والجميلة أيضا ان اقتضى الامر ، ولك مثال ذلك ما اصبحنا نشهده من ظاهرة بحث الشباب عن الفتيات من اوروبا في مواقع التواصل الاجتماعي غير مبالين بالعمر ولا الدين ... هدفهم واحد وهو الحصول على تاشيرة عن طريق الزواج لمغادرة بلدهم نحو المهجر والسعادة
واقع محيطي عربي، كما أفترض انه واقعك أنت، وهذا هو المنطقي، وأيضا ولو عشت في اوروبا، سيكون لدي نظرة أقدر بها المنطقية من عدمها، أو لنقل أن القصة خيالية، هنا يمكن أن تفعل ما تشاء..
ولك مثال ذلك ما اصبحنا نشهده من ظاهرة بحث الشباب عن الفتيات من اوروبا في مواقع التواصل الاجتماعي غير مبالين بالعمر ولا الدين ... هدفهم واحد وهو الحصول على تاشيرة عن طريق الزواج لمغادرة بلدهم نحو المهجر والسعادة
انا لا أخالفك هذا..
على أي لايفسد للود قضية، ما دمت مصرا، فهذا رأيك، ففي النهاية جاءت نظرتي لكي تطور كتابتك لا غير، وتكون لها تأثيرا على القارئ بشكل واقعي أكثر، لا أن تكون كأي قصة غير منطقيةوعابرة لا يصدقها أحد، وبالتالي تخسر أنت هدفك وغايتك التي تريد إيصالها، حتى شيماء لاحظت نفس الفكرة المبالغ فيها..
على العموم استمر، بالتوفيق
جميل يا وليد.. راقني التسلسل في الأحداث.. وراقتني الفكرة..
ما أعجبني يا صديقي نقاش شيماء وعفاف معك وردّك على عفاف، وهو الذي جعلني أكتب ردّي الآن..
فقد بدا أنكَ رأيت النُبل في إيثاره لمصلحة المرأة التي كاد أن يتزوجها وتركها حتى لا يقال بنى نفسه من أموال زوجته.
وهنا صديقي يكمن ضعف البناء في القصة.. حيث إن كنتَ تعتقد أنّ موقفه نبيلاً ويستحق الإشادة فقد كان الأجدر أن تجعل النبل واضحاً في عدم إقدامه على الارتباط أو خطبة المرأة التي يعشق بسبب ذات الأسباب التي جعلته يتركها قبل الزواج.
فقبوله خطبتها وهو يعرف ظروفه وظروفها كان أنانية، وبدا أنه استيقظ من تلك الأنانية قبل زواجه وهذا ما لن أطلق عليه تصرفاً نبيلاً لما تركه من جرح لا يندمل إزاء هذا التصرف.
ربما أنك افتعلت ذلك في الأحداث لتجد مبرراً تبني عليه قصتك، وهنا أنا لا أخالفك، ففي النهاية هنالك رسالة نريد حين نكتب أن تصل الآخرين.. لكنّ هذا البناء القصصي لم يتوافق وتعريفك للنبل كشيمة أخلاقية، فالأخلاق الحميدة لا تأتي متأخرة ليقرّر بعد دخوله الأمر الخروج عنه والهروب منه.
أتمنى أن يكون ما أعنيه قد وصلك..
ومع ذلك تجربة جميلة وبناء لفظي وقصصي وتسلسل رائع..
التعليقات