يمر أغلبنا بفترات صعبة يسيء فيها إدارة وقته فيخسر الكثير من الجهد ويقع تحت الضغط لإتمام المهام المطلوبة، قبل عدة أشهر كنت أرى نفسي أغرق بين قائمة مهام عملي الحر وجدول دراستي وواجبات حياتي الخاصة.

ووقتها عرفت أنني بحاجة لاستعادة حالتي الذهنية الصحيحة من أجل بناء نظام صحيح، وبدلا من التوجه للبحث عن عادات المبدعين للخروج من مشاكل مماثلة قررت استغلال الساعات التي من الممكن أن تضيع على عمليات البحث في العمل الفعلي، وقد كان هذا الخيار هو بداية اتخاذ القرارات الصحيحة لادارة وقتي.

بعد مدة من التفكير فيما كنت أفعله بطريقة خاطئة وفيما أريد تغييره قررت أنني أحتاج إلى تطوير مهارتين هما زيادة سرعة عملي والتركيز على الأعمال القيمة، أي وضع جهد أكبر في إنجاز الأعمال الأكثر قيمة وفائدة ومحاولة اكتساب سرعة وسيطرة أكبر في التعامل معها.

في وقت لاحق صادفت كتاب العمل العميق لكالفن نيوبورت واكتشفت أنّ ما حاولت تطبيقه قبل فترة هو قريب إلى حد ما مما يسميه الكاتب بالعمل العميق. 

والأكثر من هذا وجدت أنّ الكاتب يقترح مفهوما آخر معاكس تماما لمفهوم العمل العميق وهو العمل الضحل الذي يعرفه على أنه الأعمال الروتينية التي تصرف الجهد وتستهلك الوقت دون أن تحسن من مهاراتنا أو تخلق لنا قيمة جديدة، مثل مراجعة البريد الإلكتروني وترتيب التقارير وغيرها. ويقترح قضاء وقت أقل في انجازها.

قد تخبرونني أنه لا يمكننا الاستغناء عن هذه الأعمال، لكن الكاتب نفسه لم يطلب منا التخلي عنها بل تحدث عن محاولة تقليل الوقت الذي نقضيه في انجازها من أجل تخصيصه للقيام بأشياء أكثر نفعا.

وهناك من يرى أنّ فلسفة العمل العميق التي يقترحها كالفن هي ما من شأنه أن يساعد الأشخاص على تحقيق نتائج عالية وعلى مقاومة التشتيت الذي يفرضه علينا عالم اليوم. 

ما رأيكم بمفاهيم العمل العميق والعمل الضحل؟ 

هل تملكون خطة عمل معينة لتحقيق نتائج عمل جيدة؟