أعلم أنهـا كثيرة و مؤلمة بعمق ، لكن حدثني عن كاتب او كتاب ، رفعت آمالك و توقعاتك فيه ، و تحمست له زيادة عن اللزوم لتخيب آمالك و ينهد سقف توقعاتك على رأسك .
يا قراء ، حدثوني عن خيبات الأمل ؟
حسنا، لي تجربة مختلفة عن مقصدك قليلا وأود أن أطرحها لتعم الفائدة:
عندما كنت في المرحلة الثانوية قرأت رواية "آنا كارنينا".
أتذكر أنني شعرت بالضيق والإحباط بعد أن انتهيت منها، شعرت أنها فارغة لا معنى لها، وتعجبت من سبب شهرتها!
بعد ذلك بعامين عندما كنت في الجامعة، وفي أحد الليالي في سكني الخارجي - حيث أن أقصى وسائل الترفيه المتاحة هي المذياع - قمت بالبحث في المحطات الإذاعية عن أي برنامج حواري أشغل به نفسي عن دراستي بعض الشئ، وبالفعل كان هناك برنامج ثقافي يتحدث عن العصور الوسطى في أوروبا، وتطرق النقاش للحديث حول هذه الرواية تحديداً!!
رغم عدم انجذابي للحوار بأكمله، إلا أنني بمجرد سماعي لاسم الرواية، وكأن أحدهم قد قام بضربي بعصا على رأسي!
بدأت انتبه لتفاصيل لم أكن على دراية بها أثناء قراءتي للرواية، حيث تحدثت الكاتبة عن الظروف المحيطة التي دفعت الكاتب لكتابتها - طبيعة العلاقة بين النبلاء والشعب - وتحدثت عن ذكاء وجرأة الكاتب في مناقشة هذا الأمر في روايته وكيف أسقط ووصف الحياة كلها من خلال حكاية "آنا" بطلة الرواية!
بعد سماعي لتلك الحلقة التي لم تستغرق عشر دقائق، تغيرت نظرتي للرواية كلياً.
ما أود قوله أننا قد تفوتنا بعض التفاصيل أحيانا، فيحدث ذلك الندم الذي تحدث عنه، ولكن كما قالت زميلتي أسماء، لابد أننا تعلمنا شيئاً، مهما كان بسيطاً.
هل مررت بتجربة مشابهة؟
وماذا بعد يا صديقتي إن خاب أملك في أحدهم؟ يعني هل توقفت الأرض عن الدوران وتوقفت الشمس عن الشروق والغروب؟ هل انتهت حياتك؟
ببساطة لم يحدث، لم تخسري أي شئ من خيبة أملك في كاتب ما، بل تعلمتي عدم التسرع في الحكم على الناس، هكذا وبهذه البساطة، لا تتعاملي مع الأمر وكأن شخص ما مقدس، بحيث سقطة واحدة منه إن صح التعبير بإمكانها أن تدمر الأمر كليًا
التعليقات