تعد رواية كن خائنا تكن أجمل من بين الروايات التي أحدثت ضجة وسط المجتمع بسبب القضية التي تتناولها ورغم بساطتها إلى أنها أصبحت حديث العام والخاص ..
بعدما رأيت كل هذا الحديث عنها جربت أني أقرأها لكن صُدمت بقصتها وتفاجأت بمحتواها الذي يمكن أن يكون حياة لدى أغلب العائلات ...
الرواية لعبد الرحمن مروان حمدان تبدأ بتحذير هام من قبل الكاتب محتواه أنه يُمنع قراءة الرواية من قبل الشباب المقبلين على الزواج ومن هم في مرحلة الخطبة لأن قراءتها قد تسبب في إنهاء زواجهم قبل أن يبدأ .
وبإخلاء مسؤوليته أمام الله من التغير الذي ستخلفه الرواية في شخصية كل إنسان يقرأها وما قد تسببه من هواجس وأفكار شيطانية وعقد .
وبإهداء لكل خائن فوق الأرض مازال يسرح ويمرح وإلى كل خائن دفن تحتها وإلى كل نقي وفي سيصبح خائنا بعد إنتهاءه من قراءة الرواية ليصبح أجمل بعد أن يخون .
ليروي لنا بعد ذلك قصة حقيقية لصديقه .
جاء محتوى الرواية ليروي لنا قصة شاب متحفظ إسمه عبد الله تعرف بزميلته في التدريس اسمها روان فنشأت بينهما قصة غرامية تكللت بالزواج رغم إعراض والده إلا أنه وفي ليلة زواجهما اكتشف أن علامات العذرية لم تظهر في روان فدخل في نوبة شك تسللت لقلبه ليقرر بعدها تجاهل الأمر ويستر زوجته استجابة لتعاليم الدين الإسلامي ..
تمر الأيام ويرزق الزوجان بطفل سمي خالد وأوصى عبد الله زوجته بتناول حبوب منع الحمل حتى يكبر إبنهما ...
لكن تفاجأ عبد الله بابنه الثاني راشد فغضب لحمل روان دون استشارته فأقنعته أنه قدر من الله ..
تصالح عبد الله مع والده وبحكم عمله صار مقيما بالسعودية ..تتوالى الأيام بعدها وتخبر روان زوجها عبد الله أنها حامل بطفلهما الثالث ليثار غضبه مجددا إلى أنها استطاعت أن تقنعه ثانية وتنال رضاه لكن نال منه الشك هذه المرة ففتش في هاتف زوجته ليصطدم برقم هاتف يقوم بإرسال رسائل غرامية لها فيواجهها بالأمر لتنكر بعدها وتقوم بالإدعاء عليه وتبليغ الشرطة بأنه يقوم بتعنيفها وضربها ..
كشف ذلك الأمر غطاء البراءة المصطنعة وخديعة عبد الله فيها فقرر طلاقها إلا أنه تراجع وأعطاها فرصة أخرى بشرط أن يعرف من هو صاحب رقم الهاتف ليتأكد بعدها أن صاحب الرقم هو محامي كانت تعمل عنده منذ 12سنة وأنها كانت في علاقة غير شرعية معه قبل أن تعرف عبد الله ليجن بعدها من شدة قدرة روان على استغفاله وعلى أنها خائنة وغير شريفة .
ويتساءل بعدها عن سبب جمالها فعلم أن خيانتها وخداعها هما سبب جمالها فكلما كنت خائنا كنت أجمل ..
فمات عبد الله بعدها في غرفته متأثرا بمرض قلبه وأصيبت روان بحادث جعلها مُقعدة.
صديق عبد الله عبد الرحمن هو من وجده ميتا في غرفته فعلم بقصته وأصبح خائنا لزوجته ولحياته لشدة تأثره بطريقة وفاة صديقه قائلا أنه كلما كنت خائنا تكن أجمل إلا أنه بعد رؤيته لروان وحالتها التي آلت إليها قرر التوبة وطلب السماح من زوجته .
طبعا القصة غريبة وتحكي حب عبد الله لروان وهويامه بها وبجمالها وتضحيته ومسامحته لها لكن دفع حياته مقابل ذلك ..
لكن هل هذه القصة جديرة بالشهرة الكبيرة التي حازت عليها ؟
أنا تساءلت :
هل هذا يدل على المستوى الفكري لدى المجتمع العربي ؟
أم أن المجتمع العربي لا يفرق بين المحتوى الجيد والرديئ ؟
هل الإبداع يتجلى في الطرح البسيط والشفقة لقصص المجتمع اليومية ؟
هل يمكن لقصة خيانة أن تعصف بالمستوى الأدبي ويروج لها من طرف أكبر القراء؟ صحيح أن هنالك أسئلة كثيرة تدور بعقلي لم أجد لها جواب
التعليقات