أذكر أول تعارف لي مع الأدب اللاتيني برواية 100 عام من العزلة لماركيز، نعم البداية العظيمة بأبرز أعمال الثقافة اللاتينية، فنذهلت بالعوالم المتتالية لهذ الثقافة التي كنا لا نعلم عنها إلا المسلسلات المكسيكية التي لا تصور الحياة الواقعية لهذا الشعب العظيم، وتدخل من عالم القرية إلى عالم الجدات، ومن محيط المدن الى ميادين الأرياف، وتتابع القصص والحياة العجيبة، ومن هنا بدأت الحكاية.

قرأت كثيرا وكثير من روايات هذا الفن، حتى أصبت لربما بالتخمة منه، ومن يعرف بداية الألفية يذكر أن هذا المجال كان هو الأبرز لدى المثقفين بالعرب.

ولكن، وانتبهوا من كلمة لكن هذه...

كنت متوقعا أن الحكاية اللاتينية قريبة من العربية، بما فيها من عوالم وأصدقاء، وتقارب عائلي والحي والواحد والأسرة الممتددة، ولكن اكتشفت أنهم بعيدين جدا من عوالمنا التي تقوم على الدين ثم الأسرة ثم الصداقة.

ففي عوالم الروايات تلك، ينتشر السحر والشعوذة والعلاقات الممتدة والنهب والقتل والجريمة المنظمة، التي قد تنقلب إلى تمجيد لذلك الروبن هود، وكل هذا تحت بند الحكاية التي يمجد فيها الوضيع ويوضع فيها المجد، وتنقلب الأدوار في كل شي، وأنت بعينك ترى الانفلات ولكن مع الحبكة لا تشعر بها.

سأختصر ما أقول: أتوقع أن الرواية اللاتينية هي حكاية مكتوبة لشعوب أخرى غير الشعوب العربية التي تختلف معها اختلافا جذريا من العادة حتى الكتابة.