عَروسُ الدَهر (١)

خاتم الذهب سوف يُخَبَّأ في داخل صندوق صغير وإمَّا يُباع في وقت الضيق، حفلُ زِفافك سوف ينتهي في غضون ساعتين ثم تبدأ ثرثرات العالم بِ " كان فستانها جميلاً، زينتها كانت قديمة للغاية، هي لا تتقن الرقص، ربما كانت تسريحة شعرها عصرية.. الخ" والكثير من الانتقادات، ثم ينتهي الحفلُ بعدها ولن يُذكر منهُ شيئاً سوى شريط الحفلُ الذي يحفظ تلك اللحظات، فُستان زِفافك وما معه من زينة ومجوهرات أيضاً سيعود إلى حيث كان، مِكياجك سوف يختفي مع أول قطرة ماء تَرُّشينها على ملامحك، كلُّ شيءٍ سوف يعود أدراجه حيث كان، دعكِ من المبالغة بكل هذه التفاصيل الهشة، وفكري فيما سيحدث بعد الحفل، من قد اخترتِ، هل هو حقاً شريكُ حياة؟ هل يُشبهِكِ؟ أترينَ في تفاصيله مساراً يسلكُ وُجهَتَكِ؟ هل سيقبل التسع وتسعون عيب ويحِب تلك الخصلة الجميلة فيكِ؟تُرى هل سيكون لكِ عوناً أم فرعون؟ سينصت لحديثك ويمازحك وتخرج تلك الضحكات من أعماق القلب عندما تحادثينه، أنصتِ جيداً لعيناه إن كانتا مليئتان بالفرح أم باتت فيهما مجاملة الحديث؟  شخصٌ عندما يغيب يَضِلُّ طريقُكِ، عندما تحزني تجدي الفرح فيه، وعند ضعفك تجديه القوة والسند، شخصٌ تَجِدي فيه رجولته لكِ وليست عليكِ...

الزواج ليس بالشيء المهم ولكن الأهم من ذلك حسن الاختيار ، لا تكونِ على عجلةٍ من أمرك وتقبلين به أياً كان " لا لا"، تذكري جيداً أنكِ أميرة حتى يأتي سيدُ الرجال الذي يصونُكِ ويُقدر تلك الثروة التي سيمتلكها، الذي سيقضي معكِ سنوات من الفرح والحزن والقوة والضعف ولا يأبه بالظروف بل يصنعها لأجلك، ويصنع لكِ العالم الذي لطالما حلمتِ بهِ أن يكون فيه فارسُ أحلامك..

نعم عزيزتي ذاك هو الاختيار الصحيح فأحسنِ