انتهيت من قراءة رواية عرس الزين للطيب صالح، وهي رواية مدهشة تحكي عن الزين، الشاب الطريف الغريب في شكله وسلوكه، الذي يضحك الناس ويُضحكون منه، وينتهي به المطاف إلى الزواج من أجمل فتاة في القرية في حدث مفاجئ وغريب جدًا!

ما لفتني أثناء القراءة هو أسلوب اللغة؛ فالراوي يستخدم الفصحى في السرد، بينما تأتي الحوارات باللهجة السودانية الدارجة. وهنا بدأت معاناتي؛ فقد وجدت صعوبة حقيقية في فهم كثير من العبارات. مثلاً: "فكرك شنو؟"، "طايره عليك"، "ما بي ضمة" — لم أكن أدري ما تعنيه، وكنت أستنتج المعنى من السياق بصعوبة.

خذا مثلًا هذا الحوار بين الزين و أصحابه يضحكهم ويحكي لهم ما فعله في إحدى الأفراح والولائم وهو يبحث عن شيء يأكله:

قال الزين: " لا. موعرقي قال لك أنا العرقي ما بعرفوا..... أقول لك آزول الشي الشربته دا طار لي في راسي. بعدين مر تحت من التكل. دخلت بيت، القالك كمشة حريم والأرياح والدلكة والمحلب ما يديك الدرب.... علي بالطلاق آزول الريحة سكرتني....."

ويضحك الجميع ويواصل الزين بنشوة: " وفي الوسط القالك العروس. بنيتن سميحة مكبرتة ومدخنة وملبسنها فركة ترمصيص."

فما معنى هذه العبارات ومعنى: "شيتن"، "الدلاليك"، "مكبرتة"، "فركة ترمصيص"؟! لقد أربكتني وأثّرت على قدرتي على الاستمتاع بالرواية، رغم أنني بالكاد فهمت الفكرة العامة.

أتساءل: هل كان من الأفضل أن تُكتب الرواية كاملة بالفصحى لتكون مفهومة لجميع القراء العرب؟ ما رأيكم أنتم؟ وهل صادفتم روايات عربية أرهقتكم لغتها الدارجة؟