في الآونه الاخيره توجهه بعض الكتاب لاستخدام اللغه العاميه السهله البسيطه في كتابة بعض مؤلفاتهم وكنت ضد هذه الفكرة جملة وتفصيلاً لاني اشعر بأن العاميه تفقد الكتاب جديته سواء كان كتاب قصصي او كتاب اجتماعي أو غيره ، ايضا العاميه تصعب مهمه وصول الكتاب لاكبر فئه في الوطن العربي فيكون الكتاب صعب فهمه لو كان بالعاميه لكن لو كان بالفصحى لوصل الى اكبر فئه وبأسهل الطرق ، لكن اجد مرات يكون الكتابه بالعاميه أسهل ربما وتكون لغته اسهل وابسط واقرب للناس ويعطي فرصه للقراء المبتدئين بالقراءه لاعلم لكن اجد ان الموضوع ذا وجهين ولا استطيع ان اجده سلبي بالمره او ايجابي بالمره
رأيك في استخدام اللغه العاميه في الكتابه ؟
أتذكر أنني رأيت لقاءً كامل بين أدباء كبار حول هذه القضية وأذكر أيضاً قول أحدهم أن اللغة الفصحى هي الطريقة الوحيدة إلى تحقيق وحدة الفهم بين الأمم العربية فإذا كتبت بها سيفهمك العرب جميعاً من المحيط إلى الخليج، إما العامية فلن يفهمك إلّا عامة الناس، وأن الصراع بين الفصحى والعامية مذهب قديم جداً منذ أن تحدث عنه الجاحظ لأول مرة حين كان العرب يستخدمون العامية منذ العام الثالث للهجرة وكان رأيه أنه لا بأس باستخدامها إذا إحتيج إليه ولكن بشرط أن لا يُكتب مباشرةً ودائماً باللغة العامية.
أنا شخصياً إقتنعت بهذا الرأي وأنا من أنصار الفصحى ومن خصوم العامية، لكن ربما تكون هناك عبارات لا تؤدي غرضها إلّا بالعامية، ولو شكّلناها بالفصحى لَمَا أدّت نفس الغرض، لكن لا أحب أن تكون جميع الكتابة بالعامية ويضيق عقلي.
وعلى وجه الخصوص بعض الروايات (غير الواقعية) تجعلني أشعر بفصل حين يتم الإنتقال من الفصحى للعامية ولكن في الروايات (التي تتبنى الواقعية وتكون عن قصة حقيقية) أجدها مريحة ومعبرة أكثر وأسمعها بأذني كما هي بذلك الشكل الحياتي العادي.
لكن ربما تكون هناك عبارات لا تؤدي غرضها إلّا بالعامية، ولو شكّلناها بالفصحى لَمَا أدّت نفس الغرq
هل عندما يتحدث الجزائري أو التونسي أو الخليجي وغيره عبارات معينة بلهجتهم ، لكي تؤدي غرضها كما تقولين ، قد يتم فهمها من قبل الآخرين من اللهجات الآُخرى ؟!
الجهل ليس كامل بين العرب في إعتقادي بلهجات بعضهم البعض، خصوصاً بعد الإنفتاح الكبير والنقلة النوعية التي حصلت من خلال مواقع التواصل الإجتماعي، فـ إذا قرأت رواية لكاتب مغربي على سبيل المثال وكانت أغلبها بالفصحى ولكن هناك بعض الكلمات العامية ليس عليك أن تسافر مثلاً أو أن تقطع الطريق وتنتظر دورك أمام مكتبة النشر لتعترض وما إلى ذلك ولتسأل عن معنى العبارة. ببساطة هناك عدّة خيارات
الأول أن تسأل بشكل مباشر حول الكلمة في أي موقع من مواقع التوصل الإجتماعي هناك مجموعات متخصصة باللهجات العربية وتجمعات كثيرة لعامة الناس، حتى هنا هناك مجتمع اِسمهُ علمني لهجتك
الثاني أنني قصدتُ العبارة العامية بشكل يؤدي غرض أكثر من الفصحى في الرواية التي تكون تعتمد على الفحصى بشكل أكبر لذلك ذكر بعض الكلمات العامية من لهجة غير لهجتك لن يؤدي للتأثير وضياعك بين اللهجات الأخرى على صعيد كامل الرواية أو الكتاب.
الثالث أننا نفترض أن الكاتب يعلم أن هذه الكلمات غير معروفة ومفهومة للهجات الأخرى فيقوم بصياغتها على حواشي الصفحة مجدداً بالفصحى كي يتم توضيحها للقارئ وقد رأيتُ بالفعل هذا في عدة كتب.
طرح هذا الموضوع للنقاش عدة مرات، ولكل طرف رأيه وحججه، ولكن برأيي اختيار اللغة المستخدمة أشبه بالوسيلة التي تستهدف بها الtarget audience، فإن كان هدفك هو الوصول إلى كل العرب في كل البلاد، فبالطبع ستستخدم اللغة العربية الفصحى، مع بلاغتها وفصاحتها والتي تخدم عمق المحتوى ويستطيع الكاتب إبراز تمكنه من الصياغة الفريدة والبلاغة في التصوير وما إلى ذلك.
أما لو كان هدفك هو الوصول والانتشار بين أفراد بلدك في كل مكان، ستختار العامية، والعامية رغم أني لا أحب قراءة كتب بالعامية، لكن لها متابعيها وهناك من لا يحب قراءة الروايات باللغة العربية الفصحى يجدها بعيدة عن واقعه، والعامية تحقق له هذا القرب.
لا أعتقد أن استهداف فئة في مكان معين هو أحد الفوارق الذي يجعل الكاتب ينشر بالعربية أو العامية. فمثلا نجد شخص من المشرق كتب كتابه باللهجة المصرية سيفهمها معظم الأشخاص في الوطن العربي "لا توجد مشكلة هنا ولم يقلص الأماكن المستهدفة"، أي أن الاستهداف ليس متعلق بمكان تواجد القارئ بل في متابعي الكتب باللهجات، قد أكون من نفس البلد لنفس اللهجة ولا أحب القراءة بها..
لو كُتب كتاب بالعامية المصرية والأغلبية في الوطن العربي يعلم اللهجة المصرية، وكتابا آخر بالفصحى، فمعدل الانتشار لأيهما أكبر بعيدا إذا كانت جودة المحتوى متوفرة في الكتابين؟
قد أكون من نفس البلد لنفس اللهجة ولا أحب القراءة
هذا ما ذكرته بتعليقي أني لا أحب الكتابة العامية وأنا من نفس البلد، لكن للهجات متابعين كما قلت ولن نستطيع إنكار أن النصيب الأكبر سيكون من البلد صاحب اللهجة المستخدمة بالتأكيد، فما قصدته بمثالي ليس المكان في الاستهداف، ولكن مثال ليوضح أن الكتاب بالفصحى يصل لفئة أكبر.
اتفق معك في هذا وطبيعي جدا أن يتفوق الكتاب باللغة العربية الفصحى "لأن جمهورها أكبر" فأنا لا اتفق مع أجزاء من تعليقك فعندما ذكرتِ هذه الجمل:
فإن كان هدفك هو الوصول إلى كل العرب في كل البلاد، فبالطبع ستستخدم اللغة العربية الفصحى.
لو كان هدفك هو الوصول والانتشار بين أفراد بلدك في كل مكان، ستختار العامية.
انظرى لهذه الجمل"إذا أردت الوصول للعرب عليك بالفصحى وإذا أردت الوصول لأشخاص من بلدك عليك باللهجة"، وهذا ما لا أتفق معه، ليس بالضرورة أن تكون اللهجة أو اللغة هما العائق لوصولها لكافة الأشخاص، فالأهم من ذلك الاهتمام بالفئة المستهدفة وأي الفئات أكبر هل التي تقرأ باللغة العربية أم التي تقرا باللهجة العامية؟ بغض النظر عن مكان هذه الفئة.
يتم إستعمال اللهجة العامية في الروايات أكثر، فأنا لم أصادف سابقا كتاب وصفي باللهجة العامية وإذا وجدت مثله لن أقرأه.. إضافة لذلك إذا لم يكتب الكاتب باللغة العربية يجعلني أشك في امكانيته أو كونه كاتب جيد من الأساس فاحتمال لجوئه للهجة قد يكون نتيجة لعدم معرفة اللغة الأصلية جيدا "وهي الأساس في الكتابة"، في هذه الحالة كيف سأقرأ له؟ (خاصة إذا كان الكاتب عربيا، أي أنها لغته الأم).
في الحقيقة لا أعتبر مثل هذه الكتب كتبا ولا أذهب ناحيتها فهي لن تفيدني في تحقيق احدى أهدافي من القراءة "تقوية مهاراتي اللغوية"... إضافة لذلك، أجد أن الكتابة باللهجة العامية تظلم المحتوى ومثال على ذلك رواية هيبتا لمحمد صادق من الروايات واشتهرت بالفعل ووصلت للروايات الأكثر مبيعا.. إذا كانت باللغة العربية كانت ستحقق نجاح أكبر، فأنا مثلا ومن يشبهونني لم نقرأها لأنها خليط بين العربية والعامية.
ربما أفضل شيء مميز في موقع حسوب آي أو ،هو أن مساهمات الأعضاء باللغة العربية ، سأقول لكِ صدقًا أنني لا أكتب باللغة العربية الفصحى إلا في هذا المجتمع وفي الواجبات التي تُطلب منّي للترجمة مثلًا ،غير هذا لا ، فنحمدالله أن هناك من يجعلنا نكتب بلغتنا العربية ويعمل على إثراء المحتوى العربي.
عند تصفحي لوسائل التواصل الإجتماعي أُحبط كثيرًا من الكلمات العامية وكتابتها ، نجد أننا قمنا بتغير والتبديل في بعض الحروف ،فقلبن تلك الحروف رأس على عقب . أصبحنا نكتب حرف(ظ) إلى (ذ) وحرف (ذ) إلى (ز) وحرف(ق) إلى (ئ) ، هذا غيض من فيض عزيزتي.
لا أعلم كيف سأقرأ رواية أو كتاب أو حتى قصة بالعامية ، لا يُمكنني أقرءها حتى لو كانت باللهجة المحلية ، فما بالكِ أقرأ باللهجات الآُخرى ، ربما هناك لهجات سهلة سنفهمها نوعًا ما ، ولكن هناك لهجات تختلف كليًا في المفردات والكلمات وطريقة اللفظ .
لذلك لا أُحبذ العامية في الكتابة ، وأحاول جاهدًة أن أكتب باللغة العربية الفصحى في مواقع أُخرى غير حسوب آي أو.
انضمو اليناا بموقعنا المميز والافضل بكل المواقع بجميع انحاء العالم 💜https://chatarab1.com
التعليقات