سواء كان النهر المقدس الذي جاء من السماء، أو من الحجر الذي أتى من الجنة ابيض اللون واسود من خطايا البشر.
لماذا تمتلك الكثير من الأديان اماكن واشياء مقدسة ؟
لأن الكثير من الأديان تعتمد على الرموز، ومحاولة قياس الماورائي على المرئي، فتتطهر في نهر كنوع من التطهر من الذنوب، أما قصة الحجر الأسود فانا الحقيقة لا أميل للروايات التي تدور حوله، ولكنها روايات رمزية أيضًا، فهو يرمز لإنتشار الخطايا، وهكذا فالأسطورة أيضًا التي تجدها في جميع الأديان تقريبًا تهدف لنفس الهدف وهو محاولة التعبير عن الماورائي بالمرئي الذي أمامنا، فالأماكن المقدسة يجب النظر لها كرموز لشيئ أكبر، الكعبة مثلًا قد تكون رمزًا لإتحاد المسلمين، المعمودية رمز للطهارة.
كما أن سبب إختيار "أشياء معينة وأماكن معينة" لذلك الأمر قد تفسره لنا أديان الشعوب البدائية، حيث تؤمن بعضها بالقوة العظمى التي تسري في الكون، هذه القوة تسري في كل شيء في الكون ولكنها تتوقف في أماكن وأشياء معينة وتتركز فيها أكثر من باقي الكون، وبالتالي مثلًا الإنسان أقدس من الحيوان، وهي فكرة قد تبين قليلًا فكرة الروح في الإسلام، ولكن هذه الفكرة البدائية مثلًا لا يمكن تطبيقها بشكل كامل على الديانات الحديثة، فالحجر الأسود يبدو من كل القصص التي تدور حوله أن لا قدسية معينة له، بل هو فقط رمز، بينما يمكن تطبيق ذلك القانون على مكان مثل الكعبة وبالفعل لدينا سبب حقيقي للإعتقاد بذلك لأنها حرفيًا مليئة بملايين الأشخاص الذين جاؤوا وقلوبهم مليئة بالإيمان، فهنا حرفيًا تكن الطاقة السارية في الكون متركزة في مكان واحد.
ومن الملاحظ أيضًا أن الديانات القديمة كانت تقدس أشياء نادرة جدًا أو شائعة جدًا، وهذا التقديس نابع من مشاعر مختلفة، سواء كانت النفس ميالة للنادر أم هي نفس ممتنة للوافر، بالتأكيد تقديس الماء معروف سببه، فهو لا ينتمي لهذه الفئة أو تلك، فتقديسه نابع من شعور بأهميته، ولكن بعض الشعوب كانت تقدس الحيوانات المنتشرة مثل الغزلان، والبعض الآخر الحيوانات النادرة.
وفيت وكفيت. بالفعل توجد الكثير من الرموز في الأديان، ولكن اين تضع الخطوط؟ ومن يضعها ؟
هل الوحي مجرد رمز لمنبع الأفكار والتخيلات. هل النار التي تحرق المشركين رمز للشقاء في الدنيا والآخرة ؟ الخ الخ ..
التعليقات