من المفترض أن على الطبيب إخبار الحقيقة الكاملة لمريضه في ما يخص حالته فقط و هذا الفعل هو " المثالي " و " الكامل " و كل تلك الكلمات البراقة لكن في الحقيقة الأمر صعب جدا - جدا - عندما يتعلق الأمر بحالة ميؤوس منها
أخبرتني طبيبة عن حالة قابلتها و هي لامرأة مسنة مصابة بالسرطان و كل الأطباء كانوا يعرفون أنها لن تصمد طويلا و أنه حرفيا لا أمل لها و عدد أيامها معدودة و لا أحد أخبرها بهذا فقد كانت تعتقد أنه مازال هناك أمل
ردة فعلي الأولية كانت الغضب الشديد .. كنت أعتقد أن هذا هو أحقر شيء قد يقوم به طبيب اتجاه مريضه لدرجة أنني بدأت أتخيل كيف سأدخل ركضا إلى ذلك المستشفى و أقتحم غرفتها في لقطة هوليوودية لأخبرها أن عصبة الكاذبيين هؤلاء يخفون حقيقة حالتها
لكن الأمر مختلف جدا و ليس بهذا البريق و السهولة .. لا أعتقد حقا أن هناك من يملك الجرأة لقول شيء قد يصدم المرضى لو تعلق الأمر بحياتهم
هل يمكنك تخيل هذا
- صباح الخير سيدي .. أنت ستموت قريبا و لا أمل في نجاتك ..و عليك شكري لأني نزيه و شجاع و صريح , الآن يمكنك عدم تخريب مظهري بدموعك و أتمنى منك عدم الدخول في حالة هستيريا بالصراخ و البكاء .. أشكرك على تفهمك و أتمنى لك يوما سعيدا ..
رغم أنني شخصيا لم أواجه هذه النوع من المعضلات و كل ما أضطر إلى مواجهته هي أطنان الكتب و ورقة الإمتحان اللعينة حتى الآن لكن كرأي شخصي أؤمن به فأعتقد أن إخفاء الحقيقة كليا هو أمر غير مقبول من جهة كما أن المواجهة بصراحة ليس خيارا متاحا في كل الأحيان فالأطباء بشر و لا يمكن تجاهل هذا الأساس .. قد يكون أيسر خيار هو إعطاء إجابة غير مؤكدة تماما .. أن حالته صعبة و أمر شفائه غير مؤكد .. إلخ
الأمر أشبه بوضعه أمام واقع يجعله لا يتشبث بأمل كاذب من جهة و أن لا ينصدم أو ينهار من جهة
التعليقات