يراودني هذا السؤال كثيرا هل مصدر الاخلاق الدين أم البشر هم الذي أوجدوه
مامصدر الأخلاق
مصادر الاخلاق تختلف اختلافا جوهريا، نقول ان الفطرة؛ فالإنسان مجبول ومفطور على حب الأخلاق الحسنة وكره الأخلاق السيئة. ومهما اختلف الناس أفرادا أو أمما في تقييم بعض الأفعال وبعض التصرفات، فإن هناك فضائل وأخلاقا يشتركون جميعا في حبها واحترامها، كالصدق والأمانة والوفاء والإحسان والتواضع والعدل… والدين:المعلوم أن الأخلاق والتوجيهات الخلقية, هي الجزء الأعظم من جميع الأديان وتعاليمها. وفي جميع العصور وفي جميع الأمم ، نجد الأخلاق قرينة الدين والتدين، ونجد الدين والتراث الديني، يشكلان دائما أكبر مدد وأقوى سند للقيم الخلقية، وللمعايير الخلقية، وللممارسات الخلقية. فدُعاة الأخلاق، وحُـماة الأخلاق، هم الأنبياء وأتباع الأنبياء والأعراف الاجتماعية: تمثل مصادر التي تتغذى منها الاخلاق. بكل بساطة وباختصار، الرموز الأخلاقية ناتجة عن التطور الثقافي النمطي للبشر يتجاوز النمط البيولوجي، فهو أكثر قدرة وفاعلية على التكيف، وأسرع منه، وأكثر قدرة على التوجيه. ويعتمد التطور الثقافي على الوراثة الثقافية ، ولا على الميراث البيولوجي كخصائص مكتسبة من الآباء للأبناء، دون حدود بيولوجية. كما تمتد الطفرات الثقافية إلى الملايين في أقل من جيل واحد. فمن الطبيعي أو المنطق أن القبيلة التي يمتلك منتسبوها لروح الإخلاص والوطنية والتعاطف والشجاعة، كانوا دومًا مستعدين لتقديم المساعدة لبعضهم، والتضحية من أجل المصلحة العامة، وهذه المعايير الأخلاقية هي أحد عناصر نجاحهم. وهذا ما أكده داروين، كما يؤكد أن معايير الأخلاق للقبيلة تتحسن عبر التاريخ البشري على أساس اختيار المجموعة، أي كلما ارتفعت المعايير الأخلاقية القبلية زاد احتمال نجاحها. كما أنه من المؤكد انقراض أنظمة أخلاقية قديمة بسبب استبدالها من مجتمعاتها. فالأنظمة الحالية هي التي تم تفضيلها من قبل التطور الثقافي حيث تم نشرها داخل مجتمعات معينة لأسباب ما منها تصور الأفراد أن هذه الأنظمة ستفيدهم لتعزيز النجاح والاستقرار الاجتماعي.
راجع هذا المقال:
هذا سؤال كبير جدا يستحيل الاجابة عليه في تعليق، فهذا الموضوع واحد من أكبر مباحث الفلسفة الذي يمكن دراسته لسنوات عديدة.
عموما يمكن أن نوجز أصل الأخلاق في :
-موقف يرى بأن مصدر الأخلاق هو الضمير الإنساني والإرادة الحرة هي التي تحدد إي فعل، أي أن الذات هي مصدر الأخلاق.
-موقف يرى بأن المجتمع هو المصدر من خلال القوانين والأعراف والعادات والتقاليد التي تكون مايسميه ايميل دوركهايم التي يوجه أفعالنا ويقرر المقبول منها وغير المقبول.
-موقف يرى أن مصدر الأخلاق الدين، فالدين الذي يتربى عليه الانسان هو ما يعطيه بوصلة أخلاقية يحكم بها على افعاله.
للقراءة في هذا الموضوع أكثر أنصح بالاطلاع على الكتب التالية وغيرها الكثير:
noor-book.com/luc1jr
noor-book.com/gto6px
التعليقات