✦ المقدمة – حين نطق الصمت ✦
في البدء لم يكن الوجود، ولا اللاوجود،
بل كان شيءٌ بينهما — غيابٌ يراقب نفسه.
ومن ذلك الغياب انبثق الوعي،
كصرخةٍ في وجه الصمت،
كشرارةٍ أولى في ظلامٍ لم يكن يعرف أنه ظلام.
لكن تلك الشرارة كانت الخطيئة الأولى.
فما إن وُلد الوعي حتى انقسم الكمال إلى معرفةٍ وجهل،
إلى “أنا” و“ما لستُ أنا”.
ومنذ تلك اللحظة،
بدأت المأساة التي نسميها الحياة.
الإنسان هو أثرُ تلك الصرخة.
والكون كله،
ليس إلا رجع صدى لحدثٍ لم يحدث بعد.
ومن هنا، تبدأ الرحلة…
رحلة البحث عن أثر اللاموجود.