قال أحدهم: كنت مسافرًا من بلدة لأخرى، وفي الطريق أعيانا الإرهاق، فالتمسنا أول مسجد لنرتاح فيه قليلًا، فلما دخلنا المسجد وكان الوقت قريبًا من منتصف الليل، سمعنا واعظًا يعظ داخل ظلمة المسجد، فلم نجد في المسجد واعظًا ولا موعوظين، فلما دققنا النظر إذا هو رجل نائم، وكانت تلك المواعظ مجرد أحلام يتكلم بها بلا وعي ..
هنا حين يصل أثر التعلق بعمل صالح إلى العقل الباطن، تزور الإنسان أحلام من هذا النوع، فترى رجلاً تأتيه كوابيس بأن الصلاة فاتته مع الجماعة أو خرج وقتها قبل أن يصليها، وقُل مثل ذلك في كل عمل صالح تعلّق به قلب الإنسان فانغرس في داخله انغراسًا لا تزيله الليالي ولا الأيام، بل تزيده.
لما طعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الصلاة الطعنة التي مات بسببها أُغمي عليه، فلما أفاق كانت أول كلمة قالها: أصلى الناس؟
فالتمس عقلك الباطن في أحلامك ..
التعليقات