تشتعل من الحين لأخر في مجتمعات العمل الحر نقاشات حادة حول كيف نقييم عملنا ونضع السعر المناسب له، والملاحظ بين كل التعليقات أن الجميع يتفق حول أن كل مستقل له الحق في ان يضع تسعيره الخاص حسب ما رياه مناسب لجهده والقيمة التي يقدمها فيها، لكن دعوني اصدمكم اليوم ببعض الأفكار التي ستأخذ النقاش إلى منحى آخر.

من وجهة نظر فلسفية سنجد مدرستين كبيرتين، هما الماركسية واللبرالية، فأما الليبرالية فترى أن تسعير قيمة العمل يقوم على عدة عوامل، منها التنافسية والابداعية والجودة وكمية الإنتاج ...لكن ما يهمنا اليوم هو الماركسية التي جاءت لتنتقد الرأسمالية اللبرالية.

يقول كارل ماركس بأن الراسمالية قائمة على فكرة القيمة الفائضة، أي أن العامل يتم تسعير عمله بناء على عدد الساعات التي يؤديها داخل العمل، ليس على أساس أي شيء اخر، بل ويتم سرقة جزء من راتبه الحقيقي، فيتم مكافئته بثمن 6 ساعات عمل مقابل أداءه لـ 8 ساعات يوميا، والقيمة الفائضة التي هي 2 سا يوميا، تصب في جيب صاحب رأس المال أو الشركة والمصنع الذي يعمل فيه، كيف تفعل الرسمالية ذلك دون ان نشعر؟

يجيب ماركس بما يسميه هو بإعادة إنتاج قوة العمل أو تقديم الحد الأدنى الضروري لاستمرار في العمل ، أي الشركة تقدم الراتب الادني الذي يجعل الموظف يستطيع تقبل فكرة تكبد عناء الذهاب للعمل كل يوم، دون أن يهتم بكم يستحق فعلا، فتدفع أدنى مرتب يضمن بها استمرار العمل لأطول مدة، مع مراعاة اين يعيش الموظف واحتياجاته الضرورية، فمن يسكن في نيويرك مثلا سيتم الزيادة في مرتب عمله لأن مكان عيشه واحتياجاته التي تفرضها عليه المدينة الغالية التي يعيش فيها أكبر، في حين أن العامل في مدينة القاهرة سيأخذ أقل بكثير على نفس العمل لأن المكان والاحتياجات اقل.

فهل مازالت تعتقد أنك حر في تسعير خدماتك؟ اخبرنا كيف تقييم خدماتك وماهي المعايير التي تعتمدها في ذلك؟