مازلت لا افهم موقف سلافوي جيجك حول الماركسية، فبعد ان صرح بطريقة سافرة جدا بأن التاريخ يعيد نفسه مرّتين: مرّة مأساة ومرّة كمهزلة، فكل الأشياء تبدأ صعودها التاريخي كمأساة وانحطاطها العالمي وعودة ظهورها كمهزلة، لا بل مسخرة، لكن مع ذلك تجده يستميت في الدفاع عن الماركسية بل وأصبح أحد أبرز المنظرين الماركسيين في العالم ، اشتهر بتفسيراته الجريئة والمثيرة للجدل لأفكار ماركس وصلتها بالمجتمع المعاصر. أعاد تنشيط الجدل حول مكانة الماركسية في القرن الحادي والعشرين .

يعتقد جيجك بأن الرأسمالية قد فشلت في الوفاء بوعدها بالحرية والمساواة والديمقراطية وأن اقتصاد السوق قد ولّد ثروة هائلة ومهمة لكن لنخبة صغيرة جدا تقدر ب1 بالمئة من العالم، بينما تركت الغالبية العظمى من الناس يكافحون لتغطية نفقاتهم، كما أنها كرست الفردية والنزعة الاستهلاكية قد أدى إلى انعدام الإحساس بالمجتمع والتضامن الضروريين لمجتمع ديمقراطي حقيقي.

لقد خلقت اللبرالية الغربية حالة من الضياع النفسي والتسيب الأخلاقي نتيجة الانغماس في البحث عن الربح الخالي من القيمة ولا يوجد حل لهذه المعضلة سوى العودة إلى الفكر الماركسي ، الذي يراه أكثر نقد الرأسمالية شمولية وتماسكًا، ويقدم تحليل ماركس للتناقضات والأزمات المتأصلة في الإنتاج الرأسمالي ، ورؤيته لمجتمع قائم على الملكية والسيطرة الجماعية ، بديلاً مقنعًا للوضع الراهن، سيحاول جيجيك بكل المناهج المتاحة له إثبات بأن الرؤى المركزية للماركسية لا صالحة اليوم للتطبيق ولإنقاذ العالم من التغول الرأسمالي الذي يهدد بإنهاء الحضارة الانسانية، وأن اللحظة الحالية تقدم فرصة لتجديد السياسة الماركسية وتجديد قدرة البشرية على العودة الى العدالة الاجتماعية الحقيقة والقيم الإنسانية الحقة.

في رأيك هل بالفعل يمكن للماركسية أن تكون بديل جيد عن اللبرالية الرأسمالية الغربية اليوم؟ وماذا لو عادت الماركسية فعلا، هل ستنجح في تحقيق العدالة المزعومة؟