ليت العمر كله بدايات، دائما البدايات جميلة ممتعة خفيفة ليست مثقلة بمسؤليات الحفاظ، رأيته ورأنى ثم كانت مشاعر إعجاب، ليست بشئ، إنما مشاعر بريئة ولدت لتو واللحظة، إحساس جميل عند رؤيته أسر به وحدى، ولاأدرى حاله، ليت الأمر يقف عند ذاك الحد ولا يتعدى، ليت العقل يكف عن تغذية القلب بالأوهام، اللهم لا ظلم، ليس العقل فالعقل دوما مستيقظا يريد إفاقتى كل حين ، إنما الهوى فهواى أن يهوانى، ظللت لفترة أحتفظ بها وكل يوم تزداد بالهوى زيادة، ليت الهوى كان في ما ينفعنا ليتنى أملك زمام هذا القلب فأوجه لما ينفع، ليتنى ليتنى كلها أمانى لن تتحقق فالقلب متقلب والله يقلبه كيفما يشاء، الله؛ يطمئن القلب بذكره، الله له حكمة، ظللت على ذلك عهد إلى أن دق الباب متعففا طالبا للحلال، فضاق القلب بهذا الطالب، وقال الهوى لست متوفر إنما مشغول بغيرك أيها المتعفف، مشغول بأوهامى إن لى كل يوم قصة مع ذاك المعجب، قصة أنسجها من خيالى أنا، قصة هو بطلها وأنا بطلته، لقد أتيت متأخر أين كنت حين كنت فارغ، انتظرتك كثيرا قالوا أن الحب يأتى بعد الزواج، انتظرتك وانتظرتك فلما تأخرت؟ عفوا قلبى اليوم مشغول، استيقظ العقل من سباته، لقد أشربه الهوى الخدر، وتركه يغوص فى نوم عميق كى لا يفسد له خططه، لطالما تدخل العقل بحكمته وبحجة اسقط كل ظنون الهوى وصار كسراب بقيع لا شئ، هنا استيقظ وقال دعك من كل ذاك، ما أنت فيه وهم ظن، وهذا الطارق بابك حق كائن الأن، ذاك الذى فى ظنك خيال إن بحثت عن حقه سيصدمك واقعه إذ قد تكون لست فى واقعه، هذا المتعفف هو خير لك من ألف قصة وقصة، أى كان ظرفه، لقد احترمك ودق باب أهلك أى كان جوابك عنه فهو خير لك من ألف ظن وظن أغرقك فيه الهوى، عذرا أن تركتك له، ظننته صار راشد لكن الهوى هوى دائما لن يرشد، لطالما كانت حجته شعاع نور أتمسك به من ظلمات هذا الهوى، فسمحت لهذا المتعفف بالدخول، وجلست بنية العفة وعزمت أن تلك الجلسة عبادة ليست رؤية شرعية فقط ، فهذا المتعفف نظرته لى ليست جارحة إنما متعمدة هكذا أمره النبى بالنظر، لا خوف منه فالجمع سعيد بحضوره، لعل يؤدم بينه وبينى، جلست أحادثه ويحادثنى فكانت أحاديث شتى وفى أحادثيه تساقطت أوهام واحدة تلو الأخرى، كان حديثنا عذب بعيد عن الهوى والظنون واقع، كيف ترى الأسرة وكيف ترى الزواج وكل أفاض من حيث يرى، ومن حيث يريد من الطرف الأخر، شراكة بدئت فى بيتى وبحضورى أهلى والله راضى عنها، ظللنا لوقت طويل فى أحاديث أتعرف عليه ويتعرف على يترك طباعه لى وأترك طباعه ثم غادر وترك أثره الطيب ،وكفاه أن دق باب بيتى فى الحلال فإن لم يكن لى منه نصيبى، فكفاه أن احترم إسلامى ودينى وجاء طالب حل ربه من البيت، مقيم قول الله

(وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها) البقرة

فاللهم أغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك والحمد لله رب العالمين

الجمعة

14أكتوبر 2022ميلاديا