"إن الإنسان يستطيع أن يقول شيئين متعارضين بالنسبة إلى شيء واحد" 

بهذه العبارة عبر رائد المدرسة السفسطائية "بروتاجوراس" عن أبرز الأسس الفكرية لذلك الإتجاه الفكري، وهذا الأساس هو النسبية المطلقة!

والتي دعا السفسطائيون بتطبيقها على كافة القيم الإنسانية، فلقد رأوا أن الإنسان هو المقياس الحقيقي لكل شيء، فما نراه خيرا فهو خير وما نراه شرا فهو شر!

 بل ومن الممكن أن نصف الشيء ذاته بأنه خير وشر! ، فالأحكام تتغير بتغير الزمان والمكان، والعوامل المحيطة، وبالتأكيد تتغير من شخص لآخر، فما أراه صواب قد يراه شخص آخر خطأ، وما أراه صواب الآن في هذا المكان، قد أراه خطأ بعد فترة بمكان آخر، وهكذا.

فإذا ما عرض على شاب متخرج من الجامعة بتفوق في مجتمع ما أن يعمل نادلا، فغالبا أنه سيرفض ذلك العرض وبشدة، لكن إذا ما سافر هذا الشاب لإحدى الدول الأوروبية، ووجد فرصة ليعمل نادلا فعلى الأغلب لن يمانع ذلك، بل وربما يحتفل لأنه وجد مثل هذه الفرصة بهذا البلد الغريب! .. فمع تغير المكان والظروف المحيطة، تغيرت وجهة النظر تماما.

وهذه النزعة النسبية يمكن أن نعتبرها شيء جيد، من حيث أنها تمثل تمرينا عقليا على المرونة الفكرية والتكيف مع الأوضاع المختلفة،

وبنفس الوقت قد ينتقدها البعض وبشدة، حيث يرونها لا تعدو أن تكون تخليا عن المبادئ، وتراجعا عن الآراء والمعتقدات!

برأيكم أي الإتجاهين أقرب إلى الصواب؟ .. أو لأي الإتجاهين قد تميلون؟