بعد انتهاء ثورات الربيع العربي، ظهرت فجوة كبيرة بين الشباب وكبار السن. وكان السبب واضحًا إلى حد ما، بينما مال معظم الشباب إلى الجانب الثوري، أراد كبار السن الثورات لعدم وجود الاستقرار.

مع مرور الوقت، أرى أن هذه الفجوة قد زادت، وأرى أن اتجاه فئة كبيرة من الشباب ترفض الاستماع للخبرات وتستعجل الوصول دائمًا. لم يصبح الموضوع مقتصرًا على كبار السن فقط، ولكن على كل من يكبرنا في العمر ببضع سنوات.

على سبيل المثال، كنت متطوعًا في إحدى الأنشطة الطلابية لعدة سنوات، وعملت بعدها لسنوات أخرى. ولازلت إلى الآن متصل بهذا النشاط وبطلبته بهدف نقل الخبرة واستمرارية العطاء. تفاجئت في السنتين الماضيتين بتوجه المتطوعين، لا يريد أحد من المتطوعين السماع لصوت الخبرة. تارة يقول أحد المتطوعين "لقد فعلت كذا لمدة شهرين أو ثلاثة، أنت لست موجودًا لتحكم، أنا أكثر وعيًا منك بالأمور الآن"، وتارة أخرى "لقد اختلفت الأزمنة".. أي الأزمنة اختلفت؟ لقد مضت ثلاثة أعوام فقط؟ - هذا الكلام على سبيل المثال، الفكرة ليست محصورة به.

لماذا يتجه أغلبنا إلى رفض الخبرة؟ الأمر يبدو وكأن هنالك حالة من عدم الثقة بين الفئات العمرية المختلفة؟ هل المشكلة بالشباب أم من يكبرهم سنًا؟ كيف نبني جسورًا لحوار أكثر فعالية؟