حكمة اخرى تعلمتها من مكان غريب جداً.

في الحقيقة ربما كانت هذه العبارة افضل استنتاج خرجت به من هذه السنة وانا على ابواب سنة جديدة، دون اي مبالغة.

بامكاني الحديث عن نفسي هنا، كمثال حي لشخص اعتبر نفسه دائماً "يتسلى" بعمله على الانترنت، حرفياً كنت اضيع جهدي ووقتي في اعمال كنت اعلم تماما انها لا طايل منها، كنت اضيع جهدي في الكثير من الاشياء التي لا تعود علي بالنفع، كنت اضيع نفسي شيئا فشيئاً وانا لا ادري.

لاكون صادقاً مع نفسي، لم ابدأ بالاستفادة الفعلية من تواجدي على الانترنت سوى من حوالي السنتين، كل ما قبل هذا كان عبارة عن اضاعة حرفية للجهد، لست نادماً عليها فكل خطوة قادتني الى هذا المكان هي خطوة جيدة، ولكن ربما كانت لتكون افضل لو وجهت طاقتي الى مكان اخر.

كمدون، كنت اكتب باللهجة العامية، وهو ما جعلني اتخلى عن "مدونة كاملة ب150 -تدوينة بالعامية-" هكذا ودون اي تردد

لم اتعلم البرمجة بشكل جدي، لم اقم بمشروع واحد متكامل بنفسي، لم اعمل على تطوير مهاراتي، اكتفيت فقط بالاساسيات في العديد من اللغات

جربت الكثير الكثير من المجالات في العمل على الانترنت وفشلت في اغلبها، ولنقل احترازا كلها.

كل ذلك كان بسبب فكرة بسيطة "انا اقوم بهذا للمرح"

لم افهم قيمة ما لدي الى ان اصبح العمل الحر والعمل من الانرتت مصدر لرزقي الحقيقي، حرفيا المصدر الذي اعيش منه، حرفياً

كل تلك الاعمال التي كنت اقوم بها "للمرح" لم يكن لها اي معنى، لم تكن لها قيمة، ما كان له قيمة هي بعض الاعمال البسيطة التي قمت بها بشكل جدي،

في نهاية المطاف، السبب الوحيد لعدم "شهرتي" كمدون مثلاً، ولو انني لا ارى بنفسي ذلك المدون الهائل الذي يتحدث عنه الجميع، هو انني لم اخذ نفسي على محمل الجد، لم اتصرف وكأنني في عمل حقيقي، ولم اتعامل مع الامور بجدية لازمة.

مازلت اعتبر الامر مرحاً الى الان، لم اتخلى عن نظرتي في ان ما اقوم به ممتع، ومسلٍ، وطريقة رائعة لتمضية الوقت، ولكنني الان اعلم ان كل حرف اكتبه، كل كلمة، كل عبارة هي امر محسوب علي، عندما يفكر احدهم بتوظيفي مستقبلا سيطلع عليه، وهو ما يجعلني اخذ الامر بشيء من الجدية

نصيحتي لك، مهما كان الذي تفعله الان، ان كان لك مستقبل منه، حاول اخذ نفسك على محمل الجد، واخذ ما تفعله على محمل الجد، لن تدري متى تحتاجه