في عاداتنا كشعوب شرقية يحب الأهل فكرة التضحية المفرطة من أجل الأبناء، فقد يحرم الأب نفسه من شراء أغراض أساسية له حتى يوفر ثمنها لصالح أولاده، لكن ذلك ليس بالضرورة هو الشيء الصحيح.

ذكر أحد رواد الأعمال المعروفين أن الأب لابد أن يهتم بنفسه أكثر خصوصاً وهو يكبر في العمر وأن يحتفظ لنفسه بالقوة والمال والمظهر الجيد ولا يضحي بكل شيء من أجل بيته فلا يكتب بيته باسم زوجته أو أولاده مثلاً وهو على قيد الحياة، ولا يفرط في تقسيم نقوده أو تقسيم شركاته وأعماله بين أولاده ولا يعود لديه شيء لنفسه..

هذا شيء معروف في النفس البشرية فهي تتأثر بالمنفعة والهيبة والسلطة، فلو ترك الأب لنفسه قوة وسلطة ومال ورأى أولاده ذلك سيكون من الصعب عليهم أن يخرجوا عن طاعته أو ينقصوا من حقه الأبوي عليهم، لكننا نسمع كثيراً قصة الأب الذي كتب بيته باسم أهل بيته فأنقصوا من احترامه أو حتى طردوه، وكذلك قصة الأب الذي يعمل في الخليج ويرسل كل ماله باسم زوجته وأولاده وعندما يعود لا يجد له مكان بينهم..