الكتاب والشمعة

زاوية مكتبة قديمة، رفوف خشبية مليئة بالكتب إلى السقف، شمعة صغيرة تضيء المكان بلهبها الهادئ. حتى إنّ ذرات الغبار تلمع تحت ضوؤها، يُخيَّل لك أن الهواء نفسه يتذكر بريق الماضي. حلم جميل لقاريء نهم .

أسفله، أعلى الطاولة ، كتاب قديم صُمِم بدقة بغلاف جلدي، لكنه الآن مهترء ويئن بصمت، محمّلًا بذكريات قرّاء رحلوا منذ زمن بعيد.

الكتاب بصوتٍ متهدج: "في الأيام الغابرة، أنامل عديدة استقت العلم من صفحاتي، عاشت بينها باحثة عن عوالم أخرى." أجابته الشمعة كي تطمئنه، ولهبها يتراقص بلطف: "وفي الوقت الراهن، يُحوِّل الصمت كلماتك إلى صدى." انحنى الكتاب قليلًا ما تسبب في ثني صفحاته عند الحافة وكأنها تتنهد: "حسب قولك هل سيتذكرونني؟" اقتربت الشمعة نحوه أكثر، واشتد نورها ليغمره بالدفء: "إن الذّكريات تعيش أطول من الورق… أنت على ما يرام".

ساد الصمت ، لكن هذه المرة بدى مختلفًا صمت يشبه حضنًا دافئًا.