الحذاء الفردي والمظلة المنسية
في زاوية الخزانة، حيث تتكدّس الأشياء التي لا تُستخدم إلا عند الضرورة، جلس حذاء فرديّ ينتظر نصفه الآخر منذ سنوات… وبجانبه، كانت مظلة مطوية بإحكام، لم تُفتح منذ آخر شتاء. قال الحذاء، وهو يحدّق في الفراغ: "ظننتُ أنني سأتلف… لكن الأصعب أن أبقى دون معنى." ردّت المظلة، بنبرة خفيفة: "أنا لا أُفتح إلا حين تمطر… حتى ذلك أصبح نادرًا." تنهّد الحذاء: "كنا مفيدين… حين كنّا جزءًا من مشوار. الآن، لسنا أكثر من ذكرى." قالت المظلة: "ربما لم يُنسونا… لكنهم يفتحون الخزانة فقط عندما تضيق بهم الحياة." صمت لوهلة، ثم أضاف الحذاء: "أتعلمين؟ حتى العلاقات في حالتنا…تجعلنا نُركَن، ونُعاد فقط عند الحاجة." ضحكت المظلة: "ونعود وكأن شيئًا لم يكن."
التعليقات