إيقاظ الضمير يحمل في طياته ألمًا، لأنه يتطلب من الإنسان أن يواجه أخطاءه ونقاط ضعفه.
ولكن هذا الألم يمكن أن يتحول إلى شفاء، إذا ما تم التعامل معه برفق ورحمة.
فالقسوة لا تولد إلا الكراهية والنفور، بينما يفتح الرفق أبواب القلوب المغلقة.
إذا أردت أن تصل إلى قلب أحدهم، لا تكن سياطًا، بل كن بلسمًا.
فالقلوب التي أحياها الرفق لا تعود إلى سباتها أبدًا.
ليس بكل الحالات أخي، فهناك أشخاص تعلم مواضع الخلل لديها ومدركة ذلك تماما، لكنها تختار التجاهل، وهذه الفئة لا يفرق معها لين من حزم لأنها لا تريد تحمل مسؤولية ما تفعله، وبكل الأحوال تكرار الاعتماد على الرفق في التعامل مع كل الأخطاء بعبارات لطيفة إلى أخره هذا قد يسفه من الخطأ نفسه، تخيل لو كل مرة يخطىء طفلك أخطاء متنوعة منها الكارثي ومنها العادي وبكل مرة تأتيه مبتسما وتقول له يا حبيبي هذا خطأ لا تفعله، تتوقع هل سيستجيب، هل سيميز بين درجات الخطأ؟ لا أتوقع ذلك، فالحزم مطلوب بمواضع كثيرة والحزم لا يعني بالضرورة القسوة فأحيانا ببعض المواضع الخطأ نحتاج لذلك حتى نفيق
دعينا نتفق على شيء لم يقل أحد إن الرفق هو الاستسلام أو التغاضي عن المسؤولية. صاحب المساهمة يتحدث عن فن المعالجة، وليس عن التخلي عن المبدأ. أنتِ تتحدثين عن الحزم وكأنه نقيض للرفق، وهذه هي الثغرة الكبرى في منطقك. الرفق الحقيقي ليس ضعفاً ولا تساهلاً، بل هو قوة واعية تختار أن تصل إلى الهدف (وهو الإصلاح والوعي) بأكثر الطرق كفاءة وإنسانية. ما تسميه حزماً غير قاسٍ هو في حقيقة الأمر ضرب من ضروب الرفق الذكي، وليس نقيضاً له.
لم يقل أحد أن الرفق هو الاستسلام، الرفق هو أسلوب تعامل مثله مثل الحزم، وأتفق معك أن الرفق قوة واعية ليس كل شخص قادر على أن يتعامل به، لكن الحزم ليس صورة من الرفق بل هما خطان متوازيان، بالرفق يمكن أن نكسب القلوب كما قال صاحب المساهمة، ويأتي بنتائج ممتازة عند التعامل معه ولكن بشرط أن يكون الطرف الآخر لديه قدرة على الفهم والاعتراف بالخطأ، لكن هناك شخصيات ومواقف تحتاج لحزم لوضع الحدود، والحزم يحتاج وضوح وصرامة على عكس الرفق الذي يتطلب اللين في القول والفعل.
أتفق معك جزئيًا د. نورا، وأقدّر أنكِ توضحين وجهة نظرك بمزيد من الدقة. لكن يبدو أن هناك اختلافًا جوهريًا في الفهم لا يزال قائمًا. أنتِ ترين الرفق والحزم كخطين متوازيين، لكل منهما مجاله المنفصل. هذه النظرة الثنائية هي نفسها التي يحاول صاحب المساهمة تخطيها. الفكرة الأعمق هي أن الرفق هو الإطار الاستراتيجي الشامل، والحزم هو أحد تكتيكاته القوية ضمن هذا الإطار. الرفق لا يعني التخلي عن الحدود أو الغض الطرف عن الأخطاء. على العكس، الرفق الحقيقي هو الذي يمتلك الشجاعة ليقول لا ويضع حدودًا واضحة، لكنه يفعل ذلك بطريقة تحافظ على كرامة الإنسان وتستهدف الإصلاح وليس الإهانة أو الإذلال.
ولكن بشرط أن يكون الطرف الآخر لديه قدرة على الفهم والاعتراف
هذا افتراضًا خطيرًا يا نوار، وهو أننا نعرف مسبقًا من يستحق الرفق ومن لا يستحق. هذا يحوّل الرفق من خيار أخلاقي استراتيجي إلى مكافأة نمنحها فقط للطيبين والمستعدين للتغيير الرفق الحقيقي يُمنح حتى للذي لا يستحقه في نظرنا، لأن غايته هي خلق الاستحقاق وإيقاظ تلك القدرة على الفهم، حتى ولو استغرق وقتًا أطول.
شكراً، اضفت لمسة من التوضيح ونفحه من الجمال
شكراً للجميع على المشاركة
الرفق :-
هو لين الجانب بالقول، والفعل، والأخذ بالأسهل، وهو ضد العنف
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من أُعطي حظه من الرفق فقد أُعطي حظه من الخير، ومن حُرم حظه من الرفق فقد حُرم حظه من الخير".
وقد أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرفق فقال: " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ "
ويأتي اولا مع النفس في العبادة والعمل، ومع الناس عامة،ان تكون هين لين، ومع الرعية بعدم المشقة، ومع المدعوين الذين يدعون إلى الخير، وبالخادم والمملوك،"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "للمملوك طعامه وكسوته بالمعروف، ولا يكلَّف من العمل إلا ما يطيق"،وبالحيوان،فالرفق طريق لنيل كل محبوب ودفع كل مكروه.
هل هو ضد الحزم
قد يكون الإنسان رفيقًا وحازمًا في الوقت نفسه (مثل الطبيب الذي يعامل مريضه بلطف،ويعطيه كل الأدوية التي تمنع عنه الألم أو تخففه، لكنه يصرّ على الدواء والجراحة، بأفضل طريقة وأحسن أسلوب).
لكن لا يجتمع العنف مع الرفق، لأنهما نقيضان.
الرفق يجذب القلوب أكثر من القسوة لكن إيقاظ الضمير لا يقتصر على الآخرين فقط بل على النفس أيضًا أحيانًا نحتاج لنكون رفقاء بأنفسنا ونعترف بأخطائنا بلطف ونتعامل مع ضعفنا برحمة حينها نمنح أنفسنا فرصة للنمو والتغيير الإيجابي الرفق بالنفس يوازي أثره رفْق الآخرين ويجعلنا أكثر قدرة على إصلاح ما حولنا
التعليقات