ما الفرق بين من يرى الفشل فرصة للتعلم، ومن يراه نهاية الطريق؟ إنها عقلية النمو التي تُمكِّن صاحبها من التأقلم مع المتغيرات، واستثمار التحديات كمراحل تطوير، لا كعقبات مانعة. فهل يمكن لأيٍّ منّا أن ينجح دون قابلية للتغيير وإرادة للتطور؟

عقلية النمو، بحسب الدراسات النفسية الحديثة، ترتبط بزيادة فرص التعلم والتحسّن، لأنها لا ترى القدرات شيئًا ثابتًا، بل قابلًا للبناء والتعزيز. ومن يحملها، يسعى لاكتساب المهارات، لا لإثبات الكفاءة فحسب. في المقابل، يعيش من يتبنّى العقلية الثابتة في خوف دائم من التجربة، ويتجنب النقد لأنه يراه تهديدًا لا توجيهًا، مما يقلص من فرصه للنجاح.

فهل نسمح لأنفسنا بإعادة تشكيل تصورنا عن الذات؟ هل نُدرك أن الفشل ليس عيبًا، بل مسارًا نحو فهم أعمق ونجاح أعظم؟ إن تبني عقلية النمو ليس ترفًا معرفيًا، بل ضرورة وجودية في عالم يتغير باستمرار.

فأيهما نختار؟ عقلية ترى الواقع مساحة للتحول، أم عقلية تغلق الأبواب باسم الثبات؟