تأثير الحيازة هو أحد الانحيازات السلوكية، وبسببه نميل إلى إعطاء قيمة أكبر لما نقتنيه، حتى لو كان فعليًا لا يستحق تلك القيمة. فمثلًا نجد أننا لا نستطيع التخلي عن حيازة بعض الكتب الشخصية، أو أن قيمتها الآن أصبحت شخصية جدًا للدرجة التي قد تجعلنا ندفع مقابل استمرارية حيازتها (مثال بسيط عن نقطة مقايضة المقتنيات أو ما نعتبره على المحك بالنسبة إلينا).
هذا التأثير النفسي له دور كبير في عالم التسويق، فمثلًا نجد أن بعض المنتجات الرقمية (كورس، تطبيق...إلخ) تمنحنا ما يُعرف ب "التجربة المجانية" مدة شهر مثلًا، هنا هي تريد أن تخلق عادة الاستخدام اليومي واكتشافنا لقيمة هذا المنتج في حياتنا، وعليه نجد أن السعر المطلوب للاستمرار في استخدامه هو مقابل بسيط جدًا في ظل استمرارية تلك الخدمة التي تُسهل حياتنا، وأضافت قيمة شخصية إلينا.
ولكن هذا التأثير أيضًا له علاقة بكل ما نعيشه، فمثلًا في عملنا، قد نجد في حالة توكيل مشروع إلينا، أننا نبذل قصارى الجهد كون القيمة أرتبطت "بالحيازة الشخصية" فأنا المديرة أو المسؤولة عن المشروع، وهكذا، في حين إن ذلك التأثير أيضًا يجعلنا أحيانًا نفقد البوصلة في معرفة هل الاستمرارية في مشروع فاشل يستحق المساومة أم لا، وهنا يمكن وضع أسئلة بسيطة للتفكير في الأمر: هل لو كان المشروع ليس ملكي كنت سأقايض أي شيء مقابله؟ هل يمكنني قبول الفشل في هذا المشروع دون شخصنة؟ ماذا عن رأي محايد وموضوعي بخصوص قيمة المشروع الحقيقية؟
وأخيرًا، فكيف تجدون تأثير هذا السلوك في شؤون حياتكم؟
التعليقات