ليس في الضجيج حكمة، ولا في الصراخ بيان، فمن أراد أن يُنير العقول، فلا يضيع نوره في جدالٍ لا يثمر. الكلمة المكتوبة سهمٌ لا يضل، يسافر عبر الزمن، يستقر في قلب من يبحث عن الحق، بينما يموت الجدل في لحظة ولادته، تُغلق عليه الأبواب، ويضيع في زحام الأصوات.

أكتب فكرتك، دعها تنبض بالحقيقة، واتركها تنمو كالشجرة، تمتد جذورها في الأرض، وتعلو أغصانها نحو السماء. أما من يصرخ، فلن يسمع إلا صداه، وأما من يكتب، فكلماته تعيش، تُقرأ اليوم، وتُفهم غدًا، وتُلهم بعد حين.

إن الفكر الحر لا يُقال في ساحة الصخب، بل يُنقش على صفحات الزمن… ومن يملك القلم، لا يحتاج أن يرفع صوته، فالنور يُرى، ولا يحتاج أن يُنادى.