"أينما نظرت، لا أستطيع أن أستعيد حلمي، وكأن القدر قد أخذ مني القدرة على الاستمرار في الحلم. لماذا أعود لأحلم مجددًا إذا كنت سأخسره مرة أخرى؟ الغريب أنني أصبحت أعتاد الرحيل عن أحلامي، لكن جسدي لم يعد كما كان، فقد أصبح هزيلاً. عيناي متورمتان، وقلبي يعاني من القلق والخوف، أما قدماي فمليئتان بالتعب والجروح من كثرة الركض دون أن أصل. وأصبح كل جزء فيّ يسأل: متى ستنتهي هذه الرحلة؟ هل يمكننا أخيرًا أن نرتاح؟"
"بين ألام الرحلة وحلم ضائع"
لماذا أعود لأحلم مجددًا إذا كنت سأخسره مرة أخرى؟
فماذا عسانا سوي أن نحلم ؟ هذه طبيعتنا ألاء. و هذه الحياة، تعطينا أحلاما و تسلبها منا و لا نملك سوي المحاولة، اتذكر قول محمود درويش "نحن أحياء و للحلم بقية " فطالما نعيش لما حق الحلم. لا تحزني فكما يأتي العسر حتما سيأتي معه اليسر فأقسم بذلك الخالق في قوله تعالي"إن مع العسر يسرا فإن مع العسر يسرا" ...تقبلي الأمر و افعلي ما تستطيعي و اتركي حلمك لله هو ولي التوفيق.
الشعور بالإرهاق من ملاحقة الأحلام أمر طبيعي، لكن ربما المشكلة ليست في الحلم نفسه، بل في الطريقة التي ننظر بها إليه. أحيانًا، التركيز على النتيجة النهائية فقط يجعلنا نغفل عن الدروس والتجارب التي نعيشها خلال الرحلة. قد لا يكون الحلم قد ضاع تماما، بل ربما تغيرت ملامحه، أو أصبح بحاجة إلى إعادة تشكيل وفقا لما تعلمناه من الطريق.
ربما بدلاً من التساؤل متى تنتهي الرحلة، يمكننا أن نتساءل: كيف نجعلها أقل إنهاكا وأكثر إلهاما؟
هل هو اقتباس أو تأمل شخصي يحمل طابعًا أدبيًا عميقًا. إذا كنتِ قد كتبته بنفسكِ، فهو يعكس مشاعر الإرهاق واليأس من ملاحقة الأحلام، وكأن الرحلة باتت أكثر إنهاكًا من الهدف نفسه. وإن كان اقتباسًا، فهو يتردد بين فلسفة الاستسلام والتساؤل عن جدوى الاستمرار.
أميل إلى الاعتقاد أن لا أحد يمكن أن يفهم أحدًا دون المرور بما يمر به، وإعطائه كلمات ما هي إلا محاولات قد تخفف، لكنها لا تزيل الألم. ولكني مع ذلك أقول لك: مرحلة تمر، حتى وإن بدت بلا نهاية.
أعلم أن الإرهاق يسكنك، وأن الحلم حين يفلت من بين يديك يشعر وكأنه جزء منك يُنتزع. لكن ربما، في مكان ما داخل هذا التيه، هناك معنى خفي، ربما في كل مرة تخسر، تصبح أقوى ولو لم تدرك ذلك بعد. ليس مطلوبًا منك أن تركض دائمًا، أحيانًا يكفي أن تتوقف، أن تتنفس، أن تعيد تعريف الرحلة نفسها.
لا بأس إن شعرت بالتعب، ولا بأس إن سقطت. فقط تذكر، أن هذه الرحلة، مهما بدت طويلة، ليست النهاية.
التعليقات