في أحد السجون القديمة، كان هناك سجين يُدعى عادل. مرّ على سجنه سنوات طويلة، فقد فيها الأمل في الحرية. كانت زنزانته مظلمة وصغيرة، وكان يشعر بالضياع والعزلة. كلما تذكر العالم الخارجي، زادت آلامه.
في أحد الأيام، بينما كان جالسًا في زنزانته، رأى طائرًا صغيرًا يقترب من نافذته. كان يحمل شيئًا في منقاره. اقترب الطائر وسقط الشيء الذي كان يحمله على الأرض. كان مفتاحًا! تفاجأ عادل، لكن لم يصدق عينيه. هل يمكن أن يكون هذا مفتاح حريته؟
بدلاً من استخدام المفتاح لفتح باب زنزانته، قرر عادل أن يحفر حفرة في الأرض. استخدم المفتاح كأداة للحفر، وعمل بجد حتى بدأ الحفرة تتسع. بعد ساعات من الحفر، شعر فجأة بأنه وصل إلى مكان مختلف.
نظرت عيناه حوله ليجد نفسه في غرفة ألعاب داخل السجن. كانت الغرفة مليئة بالألعاب الملونة والكرات. شعور غريب من السعادة اجتاحه، ونسى أنه في مكان مغلق. بدأ يستكشف الغرفة وكأنه طفل صغير، يلعب بالألعاب ويضحك.
لكن فجأة، وجد نفسه في موقف غريب. كان يتحرك كدمية في عالم الألعاب. لا يستطيع التفكير أو الاختيار، بل كان مجرد جزء من اللعبة. دخل طفل صغير إلى الغرفة، ورآه. ابتسم الطفل، اقترب منه وبدأ يلعب به كأنه لعبة.
عادل، في تلك اللحظة، شعر بالعجز. كانت الابتسامة التي على وجهه لم تكن نتيجة رغبته، بل كانت تعبيرًا فرضته عليه اللعبة التي صنعته. كان يدرك أنه محاصر في عالم آخر، لا يستطيع الهروب منه.
رغم ذلك، أدرك عادل شيئًا مهمًا: حتى في تلك اللحظة، يمكنه أن يجد لحظات من الفرح في عالمه الجديد، رغم أن تلك الفرحة لم تكن حقيقية. كانت تجربة تعكس كيف يمكن للإنسان أن يتقبل وضعه، حتى لو كان محاصرًا.
وبينما استمر الطفل في اللعب، تعلم عادل أن الابتسامة قد تكون مجرد قناع، لكنها أيضًا تذكير بأنه يمكن أن يجد معنى حتى في أصعب اللحظات
التعليقات