لم أتنازل عن عرشي للحظة، لكنني أضعت الطريق.

كنت أبحث عن التحرر من سلطة قائمة، سلطة أبوية ومجتمع خانع. كنت أبحث عن ضفة تنقذني من احتمالات البقاء وسط أعاصير لا تنتهي.

لم يكن المشوار سهلاً. تعرضت لمواقف محرجة واستغلال بشع من ذكور لا يرون إلا رغباتهم وخوفهم. ذكور الأرض يعيشون خوفًا عميقًا، ليس فقط من النساء بل من أنفسهم أيضًا، لأن ما يشعرون به يحكمهم.

أما النساء، ورغم أنهن يشاركنهم ذات الخوف، فإن طبيعتهن الأنثوية تمنحهن قدرة أكبر على التحكم وقيادة أنفسهن. فطاقتهن الأنثوية باردة، تعتمد الحدس، القبول، التدفق، المسامحة، الإبداع، والمحبة. على النقيض، طاقة الذكور حارة، تركز على الدعم، الشجاعة، النظام، والتركيز على أمر واحد.

لكن الخوف يشل الجميع، ذكورًا وإناثًا، فتنهار الطباع وتُسحق تحت جبروت الخوف.

كل ما مررت به جعلني أدرك أن هناك شيئًا مفقودًا.

بحثت عنه في الكتب وفي أعماق المعرفة، لكنني لم أجد إجابة. الأسرار أخفيت، والحقيقة شوهت وزيفت. لم أجد سوى طريق واحد: العودة إلى ذاتي. كان علي أن أخاطب نفسي وألتقي بها، لأفهم أين الخلل.

روحي أصبحت مضيفة لأنفاسي، لكنني لم أهدأ.

لن أكتفي بما هو متاح لنا، فالمتاح هو مجرد أوهام مصممة لإبقائنا تحت السيطرة.

أدعوكم الآن للانتباه:

نحن محكومون منذ زمن بعيد، أسرى لوعي جمعي متراكم.

حكمونا بالعمل، فأصبح من لا يعمل لا يعيش حياة كريمة.

احتكروا الثروات وجعلوها في أيدي قلة قليلة.

شغلونا بالحروب، وأسسوا دولًا عسكرية سرقت أحلام شبابنا.

قتلوا الإبداع داخلنا عبر مناهج تعليمية مصممة لتحويلنا إلى أدوات لخدمة مصالحهم.

شوهوا أعظم طاقاتنا، طاقة الحياة والجنس، عبر الأفلام والمسلسلات، وحولوا هذه القوة إلى شهوات تقيدنا.

أغرقونا في دائرة مغلقة: عمل، جنس، نوم. وكل من حاول أن يتنفس خارج هذه الدائرة كان مصيره التصفية.

لكن ماذا نفعل؟

الخطوة الأولى هي التحرر:

التحرر من سلطة العمل والاستعباد الاقتصادي.

التحرر من سلطة التعليم المزيف.

التحرر من سلطة المال الذي أصبح أداة للسيطرة على حياتنا.

التحرر من الدين المشوه والحروب الطائفية التي تمزقنا.

إن التحرر الكلي هو السبيل الوحيد للنهوض.

ما نحن فيه خطير جدًا، لكن الحل يبدأ من كل واحد فينا. لنكن يدًا واحدة، وعيًا واحدًا، لنستعيد إنسانيتنا، ونبني عالمًا جديدًا قائمًا على الحب، الحرية، والإبداع.

هل ستنضم إليّ في هذا الطريق؟