بسم الله الرحمن الرحيم
علم المستويات
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
إن من شأن أن يكتب المرء قائمة بمستوياته أن يُساعده ذلك على معرفة نقاط قوّته ونقاط ضعفه، وذلك بأن يكتب قائمة بالأمور التي يريد القيام بها كالدراسة والتنزّه والتسوّق والعمل وقراءة الكتب وبعض الهوايات التي يقوم بها، ثم بعد ذلك يكتب قائمة بمستوياته في كُلّ تلك الأمور في قائمة الأمور ولنسمِّي الأخيرة بإسم قائمة الأمور، أما قائمة المستويات ولنسمّيها قائمة المستويات فيكتب فيها مستوياته في كُلّ الأمور التي كتبها في قائمة الأمور. فعندما يتنزّه مرّةً كما هو مُعتاد ويعود إلى منزله يمكنه أن يُسجّل المستوى الأوَّل في خانة مستويات التنزّه، وكذلك عندما يقرأ كتاباً واحد ويُنهيه فإنَّه يعطي نفسه المستوى الأوَّل في خانة قراءة الكتب وإن قرأ كتاباً آخر وأنهاه فإنَّه يعطي نفسه المستوى الثاني في خانة مستويات قراءة الكتب ويستمر على ذلك، وعندما يحتار في اختيار عملٍ جديد أو التسجيل في نادي أو معهد يمكنه أن يعود إلى قائمة المستويات ليرى مستوياته ويعرف أيًّا منها يُريد تطويره وتعلّمه أكثر. وإن أراد استغلال مستوياته في قراءة الكتب فله أن يعمل في مكتبة تبيع الكتب ليقضي وقته أثناء انتظار الزبائن في قراءة الكتب، وقد يستطيع أن يستغل هوايته في قراءة الكتب في أن يتحدّث مع الزبائن عن الكتب التي يريدون شرائها فإن كان قد قرأها أو قرأ شيء من نفس تخصّصها فله أن يُخبر العميل برأيه المُحايد دون أن يتهجَّم على الكتب أو على الزبائن، فينفع بعلمه الزبائن دون أن يؤذيهم ودون أن يكون ثقيلاً عليهم فيتجنّبوا الشراء من مكتبته هرباً منه وهرباً من ثقل ظلّه.
وباستخدام علوم الظن والجذب يمكن للمرء أن يخترع علماً جديداً يسمح له بتطوير كُلّ مستوياته في قائمة المستويات، بعملٍ واحد يقوم به كمثل التنزّه مثلاً مرَّة واحدة فيزيد به كُلّ ما في قائمة مستوياته، أو الدراسة مدَّة ساعة واحدة فيمكنها أن تقوم بنفس العمل فيعطي المرء نفسه مستوى جديد في كُلّ الأمور التي في قائمة مستوياته أي في كل خانة من خانات المستويات في قائمة مستوياته، وله أن يجعل العلم الذي يصنع المستويات الخاصَّة به والذي يزيدها قوّة أن يجعله وكأنَّه بالفعل قام بكل تلك الأمور في قائمة المستويات واحدة واحدة رغم إنَّه لم يفعل منها سوى أمرٌ واحد كقراءة كتاب واحد فقط. وإن قال قائل: إذن سأكتب كل شيء في قائمة المستويات.
فإن فعل ذلك وكتب الكثير من الأمور فسيعجز عن تسجيلها وتضيع عليه فرصَّة الاستفادة من علم المستويات في علوم الظن والجذب، أمّا إن كتب حرفياً ( كل شيء ) ليختصر على نفسه الأمر كُلَّه فإنَّه سيحصل على مستوى أوَّل ضعيف جداً في كُلَّ شيء مُقارنة بالمستوى الأوَّل الذي كان سيحصل عليه لو أنَّه خصّص خانة لكُلّ شيء يريد التطوُّر فيه… هذا والله أعلم والسلام على الأقدم الأقدم.
التعليقات