هل يمكن للاستثمار في تقنية الذكاء الاصطناعي أن يسهم في تحقيق الخلود البشري وإطالة عمر الإنسان؟
استثمار الذكاء الاصطناعي في تحقيق الخلود البشري: حقيقة أم خيال؟
الخلود بمفهوم عدم الموت والبقاء على الحياة بصفة أبدية هذا لا يمكن أن يتعدى كونه مشروع فلم خيال علمي محض ولا يمكن أن يحصل في الوقع بأي شكل كان، هذا أمر مفروغ منه، أما إذا كنت تقصد الاستثمار في تقنية الذكاء الاصطناعي لتحقيق معدل زيادة في متوسط عمر الإنسان، فهذا ممكن جدا وذلك نظرا طفرة التطورات في مجالات مثل الطب والعلوم الحيوية، ومن المؤكد أنه قد يؤدي في المستقبل إلى تحسين جودة الحياة للبشرية.
إطالة العمر الإنساني مرهون بالعلم الصحي، هذا ممكن ونراه علمياً، هناك خطط معتمدة بالكثير من الدول في هذا الشأن، وبما أن الذكاء الاصطناعي توليدي، أي يقوم بتوليد وربط المعلومات بكفاءة عالية فهو يستطيع في نهاية المطاف إضافة استنتاجات علمية قادرة على إثراء المحتوى العلمي في هذا الباب، هذا الأمر إلى الآن ضعيف وبعيد المدى ولكن القدرة الخارقة تكمن في أنه يستطيع استخدام هذه الأبحاث النوجودة أصلاً في الأرشيف الإنساني لتوليد الكثير من الأفكار والمشاريع بشكل تفصيلي مدهش لتتبناه كل ظولة بحسب ميزانيتها وقدرتها، لأن العلماء صاروا مقتنعين تماماً بأن إطالة العمر الإنساني لن يكون عبر الاعتماد على دوار معين بل على مجموعة سلوكيات صحية مدروسة مفصّلة للأفراد على المستوى المجموعي.
يمكن للتطور العلمي بشكل عام سواء ذكاء اصطناعي أو غيره أن يطيل عمر الإنسان, أمد الحياة اليوم ليس هو نفسه قبل مائة عام وليس هو نفسه قبل ألف عام, بالماضي كان الستيني يعتبر شيخا هرما ولا أحد يستغرب من خبر وفاته, اليوم الستيني مازال يستطيع الاستمرار في العطاء بفضل تحسن الطب والتغذية لإدارة العديد من مشاكل وأمراض الشيخوخة.
أما في ما يخص الخلود الأبدي فلا أراه ممكنا من الناحية العملية, قد يصل العلم لكبح الخلايا من أن تشيخ ولكن هذا لن يعود على البشرية بأي فائدة تذكر بل العكس تماما, تصور معي مجتمعا بولادات وبلا وفايات! سيتكاثر البشر بشكل مرعب وستضطر البشرية لإبادة بعضها البعض لتقليل الأعداد, اللهم إلا إن اكتسح البشر عوالم أخرى غير كوكب الأرض.
زيادة الأعداد هذه إذا صاحبها استغلال جيد للموارد والتوسع للسكن بمختلف أنواع الطبيعة والتعايش مع هذه الأماكن بما يناسبها لن يمثل مشكلة كبيرة في اعتقادي لان العالم أوسع بكثير من المدن والأماكن التي نتكدس نحن البشر بها والموارد متاحة لكنها إما تهدر أو لا تستغل بطريقة تعود على البشرية بالفائدة، فحبن يصبح العلم قادر على إطالة عمر الإنسان أكثر لن نحتاج لكوكب آخر او شيء من هذا القبيل وهي أفكار خيالية من الأساس لن تحدث.
نحن نتحدث عن الخلود أي البقاء على قيد الحياة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها, منطقيا ورياضيا كوكب الأرض ليس مساحة بلا حدود, إذا استمر البشر في التكاثر لآلاف السنين دون تسجيل وفيات فرياضيا لن تجد لنفسك موطئ قدم في فترة ما من الزمن يمكننا حسابها بالآلة الحاسبة:
مساحة الأرض 510 مليون كيلومتر مربع, تعداد السكان حاليا 8 مليارات شخص, عدد الولادات حوالي مليون ونصف مولود كل يوم, ولا أحد يموت. احسب متى يستعمر البشر سطح الأرض بحيث لن نجد لنا موطئ قدم, في أي سنة؟
أنا أتفق معك انك الخلود مستحيل أخي لهذا كنت أناقش الفكرة الأخرى المتعلقة بزيادة أعمار البشر، لكن بالطبع الخلود سيؤدي في النهاية لعدم كفاية الأرض لنا كبشر بل سيعيش جزء كبير من البشر في حالة من الجوع والعطش الدائمين واللذان لا نهاية لهما لأنهم خالدين، وسيصبح الخلود في النهاية برأي لعنة على البشر سيسعوا لعكسها.
زيادة الأعداد هذه إذا صاحبها استغلال جيد للموارد والتوسع للسكن بمختلف أنواع الطبيعة والتعايش مع هذه الأماكن بما يناسبها لن يمثل مشكلة كبيرة
ليست أي زيادة يمكن التعامل معها إسلام. هذا سيكون إخلالًا رسميًا بالتوازن البيئي والحياتي وأي إيكوسيستم يمكننا تخيله. فالإنسان وُلد ليموت، ولعل التاريخ يستطيع ان يبرهن لنا على تلك الكارثة استنادًا إلى المرات التي قرر فيها الإنسان أن يتحدى الطبيعة، فلم يكن رد الطبيعة مرحبًا أبدًا.
فحبن يصبح العلم قادر على إطالة عمر الإنسان أكثر لن نحتاج لكوكب آخر او شيء من هذا القبيل وهي أفكار خيالية من الأساس لن تحدث.
ما هي حُجتك أو مصدرك لهذا الادّعاء؟ أم هو مجرد شعور متفائل بالمستقبل؟
في نظري أن أي زيادة لأعمار البشر ينتج عنها نمو في عددهم لن تؤثر كثيرًا بالشرط الذي قلته وهو على الأغلب غير واقعي أن يستغل البشر الموارد المتاحة بأفضل الطرق، لكن الخلود بالطبع سيصل في مرحلة ما لأن يصبح البشر أكثر من أن تحتويهم الارض لكن هذا لن يحدث أبدًا، أما ما يتعلق بالكواكب الأخري فكل الكواكب التي نعرفها الآن لا تصلح لحياة البشر أو لأي حياة بأي شكل لهذا أجد معيشة البشر على كوكب آخر مستحيلة.
التعليقات